يظل جميل الحجيلان اسماً كبيراً في تاريخ الإعلام السعودي والدبلوماسية السعودية والخليجية، وقد أحسنت مؤسسة عبدالرحمن السديري الثقافية الخيرية صنعاً، عندما أقامت في نهاية الأسبوع الماضي حفلاً تكريمياً للأستاذ الحجيلان على هامش منتداها السنوي الذي أقيم هذا العام في الغاط تحت عنوان «الإعلام اليوم: عالم بلا حواجز». لن أضيف جديداً عندما أكتب عن جميل الحجيلان، فهو عَلمٌ يعرفه الناس من مختلف الأوساط. وقد خدم بلاده ومنطقة الخليج في مواقع وظيفية عدة حين عمل سفيراً للمملكة في الكويت وفي فرنسا، ووزيراً للإعلام، ووزيراً للصحة، وأميناً عاماً لمجلس التعاون الخليجي، وأوكلت إليه مهام وملفات عدة تجاوزت في كثير من الأحيان حدود عمله المباشر. ويتذكر الوسط الإعلامي السعودي الإنجازات التأسيسية لجميل الحجيلان في مجال الإذاعة والتلفزيون والإعلام عموماً في مرحلة تاريخية دقيقة، فقد واجه بكياسة وذكاء تيارات شديدة صاخبة كانت ترفض فكرة إنشاء التلفزيون وفكرة إسهام المرأة في المجال الإعلامي. واستطاع أن يقود سفينة الإعلام بسلام وسط أمواج عاتية محلياً وعربياً وعالمياً. وفي حفل تكريم الأستاذ الحجيلان قدم الدكتور عبدالرحمن الشبيلي شهادة نابضة مفعمة بالتفاصيل عن المرحلة التأسيسية للتلفزيون والإذاعة في المملكة العربية السعودية ودور جميل الحجيلان وإسهاماته خلال تلك المرحلة وما تلاها. أما الأستاذ سمير عطا الله، الكاتب الصحفي اللبناني الشهير، فقد تطرق في كلمته لجوانب من عطاءات وعلاقات جميل الحجيلان وانغماسه في الوسط الإعلامي العربي ورجالاته. لقد تشرفت في أكثر من مناسبة بحضور الجلسات الماتعة التي كان يقيمها الأستاذ الحجيلان في منزله بالرياض خلال السنوات الأخيرة، وكانت تلك الجلسات تضم كتاباً ومثقفين ويطغى عليها عادةً عنوان رئيس يغطي موضوعاً أساسياً واحداً يتناوله الحضور بالنقاش. وفي كل المرات التي حضرت كان الموضوع إعلامياً أو ثقافياً، وكان الأستاذ الحجيلان يثريه بما تختزنه ذاكرته من المعلومات وذلك بإلحاح من الحضور فهو -كعادته- يترك المجال لغيره ويتوارى زاهداً في الحديث حتى في الموضوعات التي يعرفها أكثر من المتحدثين الآخرين. يستحق الأستاذ جميل الحجيلان أن يُكرَّم وفاءً لجهوده الكبيرة. أما مؤسسة عبدالرحمن السديري الثقافية الخيرية فلها كل الشكر على هذه المبادرة التي نرجو أن تتبعها مبادرات من جهات أخرى لتكريم الحجيلان، وسنظل ننتظر بكل الشوق مذكرات جميل الحجيلان التي سبق أن بشرنا الدكتور عبدالرحمن الشبيلي بقرب اكتمالها وصدورها، ودعاء من الأعماق لأستاذنا الكبير جميل الحجيلان بالصحة والسعادة.