في الوقت الذي تتكثف فيه الاتصالات الدبلوماسية سعياً لإعداد أرضية متينة لمؤتمر جنيف-2 حول سوريا شدد الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي على وجوب أن يضم المؤتمر (كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري) في حين اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس، أن الحرب ستتواصل في سوريا في حال أعيد انتخاب الأسد رئيساً عام 2014. وقال كيري في مؤتمر صحافي عقده في باريس عقب اجتماعه مع وزراء الخارجية العرب في لجنة مبادرة السلام العربية في باريس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، ممثلاً لوفد المملكة في حال اعتقد أنه سيسوي المسائل بترشحه لإعادة انتخابه أقول له التالي: اعتقد من الأكيد أن هذه الحرب لن تنتهي في حال بقي موجوداً حيث هو الآن). وأشار كيري إلى أن اتفاقية جنيف2 تم الاتفاق عليها في مفاوضات حول حرب جارية لأن الأسد قرر مقابلة متطلبات الشباب في بلده بالرصاص والقنابل والقتل والتدمير بالكيماوي. ووجه كيري هذا التحذير، فيما كان الأسد يعلن استعداده للترشح مجدداً للانتخابات الرئاسية في 2014 وإنه لا مانع لديه بذلك، وذلك في مقابلة مع تلفزيون الميادين الذي يتخذ من بيروت مقراً له. وأكد الإبراهيمي بدوره في مؤتمر صحافي عقب لقائه أمس رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري (المؤتمر يجب أن يجتمع فيه كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري). وأضاف (من مصلحة الشعب السوري أن يلتقي الجميع وأن يجمع الجميع على كلمة واحدة وهي مساعدة الشعب السوري ليس على الاقتتال إنما على حل الأزمة وبناء دولتهم الجديدة). وكان الإبراهيمي أعلن الأحد من القاهرة أن مؤتمر جنيف-2 الهادف إلى وضع حد لنزاع مستمر منذ أكثر من ثلاثين شهراً لا يمكن أن ينعقد (من دون معارضة مقنعة) في إشارة إلى الانقسامات والتردد داخل صفوف المعارضة السورية لاسيما حول مؤتمر جنيف. وفي لوكسمبورغ دعا وزراء الخارجية الأوروبيون أمس أن المعارضة إلى القدوم بوحدة متحدة لتشارك بفعالية في مؤتمر جنيف2. وأضاف الوزراء في بيان صدر في ختام أعمالهم أن الاتحاد يشجع الائتلاف الوطني (المعارض) على لعب أساسي في المفاوضات. وجاءت دعوة الاتحاد الأوروبي بعد أن أعلن الائتلاف إرجاء اجتماع داخلي كان مقرراً اليوم الثلاثاء إلى مطلع نوفمبر. ميدانياً قتل المقدم السوري المنشق ياسر العبود أمس في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة طفس في جنوب سوريا وهو قائد لواء ورئيس غرفة عمليات المنطقة الجنوبية و(من أبرز القادة الميدانيين) بحسب ما ذكر المجلس العسكري التابع للجيش الحر في محافظة درعا. وأفاد المكتب الإعلامي للمجلس العسكري وكالة فرانس برس أن المقدم ياسر العبود (قائد لواء الفلوجة- حوران المعروف ب«أبو عمار» استشهد في معركة في طفس ضد قوات النظام وهو رئيس غرفة العمليات في محافظة درعا ومن أبرز القادة الميدانيين في المنطقة الجنوبية)، وهو ما أكده بدوره التلفزيون السوري الرسمي.