يقدم معرض عمارة الحرمين الشريفين لزائريه بعض المقتنيات وبعض العناصر المعمارية والنقوش الكتابية التي تمثل الفترة من بداية العصر الأموي إلى العصر السعودي الزاهر, والتي تتوفر لدى الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي من خلال التوسعات الكبيرة والمتتالية التي شهدها الحرمان الشريفان عبر العصور المختلفة, وعلى وجه التحديد التوسعات غير المسبوقة التي تمت خلال العصر السعودي الزاهر. وأوضح مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين محمد بن مصلح الجابري, أن الرئاسة تعرض مقتنياتها لعموم المسلمين بهدف توثيق وإبراز جهود الدولة في عمارة الحرمين الشريفين, ولتكون مصدراً ثقافياً للأجيال المسلمة, وتعريفها بتاريخها الإسلامي, وذلك من خلال إنشاء معرض أطلقت عليه اسم (معرض عمارة الحرمين الشريفين). وبين أن المعرض يقع في حي أم الجود بمكةالمكرمة على طريق مكةالمكرمةجده القديم, ويقع على مساحة (1200م2) بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة, وقد افتتح في 25101420ه, وروعي في إنشائه تناسق التصاميم الهندسية مع الطراز المعماري المميز لعمارة المسجد الحرام في انسيابية الحركة للزائرين والتسلسل المنطقي للعرض بما يعطي صورة شاملة للزائر عن الحرمين الشريفين, وإلمامه بجميع المقتنيات والمعروضات. وأوضح الجابري أن المعرض يضم المعرض العديد من المعروضات من مصاحف ومخطوطات ثمينة وقطع أثرية ونقوش كتابية وصور نادرة ومجسمات معمارية تمثل العصور الإسلامية المختلفة, كما يضم عدداً من القاعات التي تشمل قاعة الاستقبال وبها مجسم للمسجد الحرام وصور قديمة وحديثة للحرمين الشريفين, وقاعة المسجد الحرام التي يتوسطها سلم الكعبة المشرفة الذي يعد من أهم التحف المعروضة والمصنوع من خشب الساج المؤرخ ويعود تاريخه إلى 1240ه, وقاعة الكعبة المشرفة التي تختص بعرض متعلقات الكعبة المشرفة, ويشمل ذلك نماذج من الكسوة عبر التاريخ, بالإضافة إلى مقتنيات الكعبة المشرفة ومنها باب الكعبة الذي يعود تاريخه لعام 1363ه, وأحد أهم أعمدة الكعبة المشرفة المصنوع من خشب الساج والذي يعود تاريخه لعمارة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه للكعبة المشرفة عام 65ه, ويعتبر من أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض, كما تضم القاعة أيضاً ميزاب الكعبة الخشب والمصفح من الخارج بالذهب والمبطن من الداخل بالرصاص, ويعود تاريخه إلى عام 1201ه. وأشار مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين, إلى أن المعرض يضم كذلك قاعة الصور الفوتوغرافية التي تحوي مجموعة من الصور النادرة التي تفضل بإهدائها للمعرض صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله-, وهي صور نادرة لمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة تم التقاطها بين عامي 1297ه -1298ه بواسطة المصور المصري صادق بيك, كما يضم المعرض قاعة للمخطوطات تتوسطها خزانة تحتوى على نسخة مصورة من المصحف العثماني الذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ومجموعة نادرة من المصاحف والمخطوطات, وقاعة المسجد النبوي التي تضم باباً من الأبواب الرئيسية للمسجد النبوي يعود تاريخه للتوسعة السعودية الأولى عام 1373ه، وهلال المئذنة الرئيسية في المسجد النبوي الذي يعود تاريخه لأوائل القرن الرابع عشر، وساعة قديمة يعود تاريخها لعام 1277ه, والعديد من القطع التابعة للمسجد النبوي الشريف ومن أبرزها باب المنبر العثماني الذي يعود تاريخه لعام 998ه. ويضم المعرض كذلك قاعة زمزم التي تحوي أجزاءً من فوهة بئر زمزم القديمة, ومجسمًا لقطاع طولي لبئر زمزم يوضح تفاصيل بئر زمزم, ومزولة شمسية لتحديد أوقات الصلاة يعود تاريخها لعام 1023ه, بالإضافة إلى أول ساعة تم تركيبها في المسجد الحرام عام 1352 ه في عهد الملك عبدلعزيز -رحمه الله-. وكشف الجابري عن أنه يجري العمل وبإشراف مباشر من معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس, على توسعة المعرض الذي يقصده من (2500 إلى 3000) زائر يومياً, ويجري الآن الانتهاء من الرسومات التنفيذية للتصميم المقترح, حيث كانت هناك أربع تصاميم وجاري العمل على تطوير إحداها بما يتوافق مع مكانة الحرمين الشريفين, مشيرًا إلى أن التوسعة ستشمل قاعات عرض وصالة للعرض المرئي وفق أحدث التقنيات في هذا المجال, مع عناية خاصة بخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة بتقديم الكراسي المتحركة لهم, وذلك لتسهيل عملية التجول داخل قاعات المعرض. وأكد تزايد أعداد الزائرين للمعرض منذ افتتاحه, حيث وصل عددهم أكثر من مليونين و260 ألف زائر, مشيرًا إلى أن المعرض أصبح أحد المعالم الرئيسية التي يقصدها ضيوف الرحمن للاطلاع على مراحل تطور عمارة الحرمين الشريفين.