لقد فقد المجتمع يوم السبت الماضي 29-11-1434ه أحد رواد التربية والتعليم الأستاذ المربي عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز العبدان -رحمه الله- ويعتبر العبدان من الأوائل الذين التحقوا بمدرسة دار التوحيد بالطائف ثم الدراسة بكلية الشريعة بمكة المكرمة أمثال معالي الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير رئيس مجلس الشورى سابقاً ومعالي الشيخ صالح الحصين رئيس الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين ومعالي الشيخ عبدالعزيز المسند وشقيقه الأستاذ عبدالرحمن بن عبدالله العبدان أمين عام المجلس الأعلى للإعلام سابقاً وغيرهم ممن لا تحضرني أسماؤهم مع تفاوت سني الدراسة بينهم. بدأ العبدان حياته الوظيفية مديرا للمدرسة الثانوية في عنيزة ثم تقلد عددا من الوظائف القيادية كان من أبرزها مدير عام إدارة التعليم بأبها ثم مدير عام التعليم بالطائف وفي عام 1382ه عين مساعدا لمدير الشئون الإدارية والمالية بوزارة المعارف وفي عام 1386ه تم تكليفه مديرا عاما للتعليم الثانوي في الوزارة، وكان هو صاحب فكرة إلغاء مادة اللغة الفرنسية من منهج المرحلة الثانوية التي لاقت ارتياحا مجتمعيا وتعليميا كبيراً. وفي عام 1391ه عين ملحقاً ثقافيا في بغداد والكويت وفي عام 1398ه عين ملحقا ثقافيا في جمهورية مصر حتى عام 1408ه وفي 1-7-1408ه أحيل على التقاعد بعد ما يقرب من 35 سنة قضاها في خدمة دينه ومليكه ووطنه. تم ترشيحه من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حين كان أميراً للرياض ورئيساً لجمعية البر الخيرية ليكون مديراً لجمعية البر بالرياض وعمل فيها في خدمة الفقراء والمساكين أكثر من 15 عاماً دون ملل أو كلل. إن الحديث أو الكتابة عن قامة مثل الأستاذ عبدالعزيز العبدان أكبر بكثير من أن يُحصر في صفحات معدودة أو عمود صُحفي. كان رحمه الله طيب السجايا رحوماً كريماً متسامحاً لا يرد من قصده في شيء يقدر عليه صبوراً في عمله وأذكر أنه حدثني مرة يقول عملت في جمعية البر 15 سنة لم أتمتع بإجازة يوم واحد فتعجبت كل العجب، رجل يعمل من سن الستين إلى 75 دون أي إجازة ولا أجد تفسيراً لهذا إلا كلمة واحدة (إنه التفاني) أذكر أن رجلا أصابته جائحة وضاقت به الأرض بما رحبت وطلب مني الذهاب معه للأستاذ العبدان في منزله عندما كان مديراً لجمعية البر للشفاعة له عند أعضاء مجلس الجمعية لمساعدته في تفريج كربته فما كان منه إلا أن كتب له شيكاً بعشرين ألف ريال، وقاهذه مني وأما ما يخص الجمعية فسأعرض أمرك على مجلس الجمعية ودعاء له بخير هذه واحدة من مواقفه رحمه الله والتي شهدتها بنفسي. كان- رحمه الله- عفيف اللسان عن الغيبة والنميمة سليم الصدر لا يحمل بقلبه شيئا على أحد نحسبه كذلك والله حسيبه. هذه كلمات جالت بخاطري وأبت أناملي إلا أن أحررها وفاءً لهذا الرجل الذي أحببته حب الابن لأبيه رحمك الله يا أبا فهد وأسكنك فسيح جناته وإنا على فراقك لمحزونون وما نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.