عانيت دهراً كي أجمل ساحتي متزيناً بالورد والريحان لكنهم قتلوا معالم بهجتي دعسا وتمزيقا لكل جنان بكل أسف ينزف القلم قطرات دم متلاحقة تنتثر بين السطور لتتساءل وبدهشة مكلومة «لماذا؟ وكيف؟ وما الأسباب خلف ما حدث لمنتزه الملك عبدالله؟» -هل هي ثقافة مجتمعية تبيح الهمجية والرقص على أوتار التخريب؟؟ هل هو قصور توعوي إعلامي بكافة صوره وأشكاله؟؟ هل هي تربية لا تحمل أي معنى للتربية نشأ وترعرع عليها الكثير من أفراد المجتمع؟ هل هي نظرة متعالية للملكية الفردية ودونية لما ومن سواها استناداً للمثل النجدي القائل «جلدن مهوب جلدك جره على الشوك»؟ هل هي مبالغة في الثقة الممنوحة للمجتمع بكافة أطيافه من قبل المؤسسات المسؤولة كالأمانة مثلاً؟ بحيث أتاحت الدخول للمنتزه بكل يسر وسهولة ودون رسوم كافية أو تقنين عقوبات لردع المخالف وحماية أمنية له؟ العجيب في الأمر أنهم هم أنفسهم أقصد المخربين، لا يكادون يحركون ساكناً في أي جزء من العالم يسافرون إليه بل على النقيض يلتزمون بكافة قواعد السلوك والأدب. هنا فقط أستطيع استنباط عددٍ من النقاط الهامة التي قد تقنعني أنا شخصياً على الأقل لتبرير ما حدث ألا وهي قصور في التوعية, ضعف في المواطنة, قصور في سن القوانين الرادعة لأننا أناس لا نرتدع إلا من خلال ثقافة الخوف التي نشأنا وتربينا عليها ومن خلالها.. أخيراً.. أعتذر لك وكلي أسف أيها المنتزه الرائع وأعتذر لنافورتك الجميلة التي لم تكد تكمل فرحتها حتى فجعت ومثل ما يقولون «امسحوها بوجهي».