من مصادر الهم في الحياة تجاوز من حولنا حدودهم معنا واستباحة محيطنا الحيوي! وللأسف فنحن من يتحمل مسؤولية هذه التجاوزات بسلبيتنا وسكوتنا وعدم توضيح الأمور وبيان ما يزعجنا! فبعضهم ربما نال منه صديق بشكل دائم! وبعضهم يتجاوز حتى الاطفال معه الحد! وهناك من يتدخل من حوله في أدق تفاصيل حياته! وهؤلاء يعيشون في نكد دائم وهم مقيم، ويحيون حياة مضطربة بنفسيات قلقة، وفي أحياناً كثيرة تكون ردات فعلهم غير منضبطة فهم قنبلة موقوتة ربما ينفجرون في لحظة ويثورون بلا مقدمات! تذكر أنك شخص عظيم كدولة ذات سيادة وهيبة وارفض التطفل على حياتك والخوض في أسرارك ورد أي انتقاص لقدرك وذد بتصميم عن حرمة حياتك، ولاسبيل لهذا إلا بتحمل مسؤولية حياتك واسلك مسالك الشجعان! فنفسك أكرمها فإنك إن تهن... عليك فلن تلقى لها الدهر مكرماً لذا إن أردت أن تحظى باحترام الآخرين وتنعم بقدر هائل من الصحة النفسية، وأن تملك إحساساً أكبر بالثقة بالنفس وإن أردت أن تكون أكثر جاذبية؛ فعليك أن تعمل على إقامة حدود واضحة وجلية بينك وبين الآخرين، وغاية هذا السلوك حماية نفسك بصنع (مسافة) بينك وبين الآخرين وضع (قواعد) صارمة و(قوانين) واضحة لتعامل من حولك معك! وهو أمر في غاية الأهمية؛ فليس في الحياة أمتع ولا أبهج من كلمة (لا) تحمي بها نفسك، وهي تعني أنك ستلاقي المعاملة والاحترام اللذين تطمع فيهما, وتلك القواعد درع متين وسياج قوي يحميك من كل انسان غير مؤدب، ومن كل شخص لا يقيم الأمور ولا يزنها! كل البشر الأسوياء لديهم قانون حماية خاص بهم مفادها: لا أحد يستطيع ضربي؛ فلو اعتدى عليه أحد اعتداء جسدياً لدافع عن نفسه وأخذ حقه بيده أو عن طريق السلطات! ولكن للأسف بعضهم أهمل أمورا أخطر، ومنها لا أحد يستطيع شتمي أو إهانتي أو تضييع وقتي أو رفع صوته علي! والحبيب اللهم صل وسلم عليه مارس هذا الأسلوب عندما وضع حدوداً في موقف ذي الخويصرة الذي تجاوزالحد بقوله: اعدل يامحمد فرد عليه بكل حزم راسماً حداً صريحاً بقوله: ويحك ومن يعدل إن لم أعدل! وإليك جملة من القواعد الهامة والحدود الآمنة في الحياة التي يستحسن بك التصريح بها بكل شجاعة وقوة للجميع: * لا أسمح لأحد أن يتلفظ علي. * لا أسمح لأحد أن يرفع صوته علي. * لا أسمح لأحد أن يضيع وقتي بزيارة مفاجئة أو بإخلاف وعد. * لا أسمح لأحد أن يغتاب أحداً بحضرتي. * لا أسمح لك ولو كنت أعز أصدقائي بأن تبالغ في مزح في حضرة غرباء! * لا أسمح لأحد أن ينال من أسرتي أو قبيلتي أو وطني. * لا أسمح لأحد أن يستخدم حاجياتي أو يدخل غرفتي دون استئذان. * لا أسمح لأحد أن يسخر مني! * لا أسمح لأحد أن يسألني عن دقائق حياتي الشخصية الخاصة. * لا أسمح لأحد أياً كان بالتدخين في منزلي أو في مكتبي. * لا أسمح لأحد أن يوكل إلي بأعمال يجب عليه القيام بها. * لا أسمح لأحد أن يقوم بالإزاحة النفسية معي وذلك بتفريغ مشاعره علي! ولعلك تتأمل في القائمة أعلاه وتختار أهمها لك ثم تشرع في العمل على وضعها من خلال الخطوات التالية: 1 - تذكر أن سكوتك على ما تراه تجاوزات يعد موافقة ضمنية ورضا على هذا التجاوز فحرك بوركت قوى الثقة بنفسك لتسعد. 2 - وضح لمن حولك وبطريقة صريحة وقبل حدوث الموقف بأنك لاترضى لأحد بتجاوز هذا الأمر كأن تقول: وقتي ثمين ولا أسمح لأحد أن يزورني بلا موعد! 3 - إن تجاوز أحدهم الحد؛ تحدث معه بصراحة قائلاً: إن رفع الصوت أسلوب أرفضه! مركزاً على بيان مشاعرك ودون التعرض لشخصيته! 4 - اطلب من (متجاوز) الحد الكف عن الفعل؛كأن تقول: أرجوك توقف عن النيل من وطني! 5 - أطلب وألح مصراً منه التوقف؛ وإذا لم يتوقف فلوح بالانسحاب أو قطع بالعلاقة! 6 - إن لم يتوقف متجاوز الحد فانسحب بشجاعة كخطوة أولى, ولا ترد في قطع العلاقة إن رأيت تمادياً! ألم تر أن المرء تدوى يمينه فيقطعها عمداً ليسلم سائره 7 - تذكر أيها البطل أن ألم (المواجهة) أهون بكثير من (ألم) السكوت ومن (وجع) تجرع غصص القهر. 8 - عامل الآخرين بما تحب أن يعاملوك؛ فعندما تضع حدوداً لك؛ أنت تضع نفس الحدود لهم بشكل تلقائي. وتلك الخطوات تحتاج لصوت هادئ ونبرة صوت واثقة ونظرات حازمة.. واضعاً في حسبانك أن وضع تلك القواعد ورسم هذه الحدود لن تخسر معها أحداً ولن تثير غضب شخص - إلا غير السوي - ولن تكون معها شخصاً ثقيلا وأذكرك أن الأمر ليس سهلاً وليس معجزاً خارقاً، ثق بالله ثم بنفسك واشرع في وضع الحدود فلا سعادة حقيقية إلا بطمأنينة النفس وشجاعة القلب؛ واجه الأمواج مبسوط الذراعين فإذا الخوف هباء! ومضة قلم: افعل ما تتهيبه؛ فإذا موت الخوف محقق! [email protected]