أتقدم بأسمى آيات التهاني وأصدق التبريكات باسمي ونيابة عن مرضى الفصام وذوي التوحد وأسرهم في المملكة العربية السعودية لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمناسبة اليوم الوطني الثالث والثمانين، ونتقدم بالتهنئة لسيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وسمو سيدي النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز - حفظهم الله - وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز - حفظه الله - أمير منطقة الرياض الرئيس الفخري لجمعية أسر التوحد، وللعائلة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل، وإنني وبهذه المناسبة المباركة أود أن أُعبِّر عن صوت أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي التوحد على وجه الخصوص، لنقل رسالة حب ووفاء لأهل الحب والوفاء، فلقد حظي المواطن باهتمام ورعاية الدولة - أعزها الله - ممثَّلة بمليكنا المفدى والحكومة الرشيدة وعلى كافة الأصعدة في الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية والمرافق، وأصبح المواطن السعودي في هذا العهد الزاهر يعيش في رغد من العيش وراحة البال، وتُعتبر المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول من ناحية استتباب الأمن ليحل الأمان أينما توجهت في هذا الوطن الكبير. ونحن اليوم نسير في طريق طويلة عنوانها العمل ثم العمل في سبيل الوصول إلى مصاف دول العالم المتقدم بقيادة ملك المرحلة المتطورة الجديدة، والد الجميع الملك عبد الله بن عبد العزيز - أيده الله بنصره -، والوطن اليوم في أمسّ الحاجة لأبنائه وبناته المخلصين، ولكي نكون معاً في طريق النجاح، فواجب الوطن علينا أيضاً أن لا ننسى أبناءه المحتاجين، بل بات لزاماً تقديم يد المساعدة لمن هم بحاجة لها وعلى القوي الأخذ بيد الضعيف الذي هو أمانة في أعناقنا جميعاً، ولا أعتقد بأن هناك من هم أضعف من فئة التوحد، فلقد زاد عدد المصابين بالتوحد بشكل كبير خلال الأعوام الفائتة مع عدم وجود جهة اختصاص ترعى مصالحهم، مما يعني أن التدخل لمواجهة التوحد سيختلف كثيراً بالمقارنة مع بداية ظهور الجمعيات والمراكز المتخصصة في أوائل الألفية الميلادية، حيث تجاوز عدد المصابين بالتوحد اليوم (250) ألف مصاب كانو أطفالاً وأصبحوا شباباً وباتوا شيوخاً، والأعداد في ازدياد مستمر حسب الإحصائية العالمية للمصابين بالتوحد والتي تشير إلى مصاب بالتوحد من كل (55) شخصاً. نعم نحن أمام قضية وطن لأبناء الوطن المحتاجين لتدخل حبيب الشعب عبد الله الذي بدأ - يحفظه الله - دعم ذوي التوحد من خلال إقرار المشروع الوطني للتعامل مع التوحد واضطرابات النمو الشامل الصادر بالمرسوم الملكي رقم 227 وتاريخ 13-9-1423ه، وكل ذوي التوحد وأسرهم في أنحاء الوطن على ثقة تامة بأن تفعيل هذا المشروع سيكون طوق النجاة لهذه الأسر المكلومة التي تتلاطمها الأمواج العاتية، وإنني أنتهز هذا اليوم المجيد للتأكيد على اللُحمة القوية بين القيادة والشعب والتي تجلت في الحب الفطري لهذا الوطن العظيم الذي يُقدِّر أبناءه ويقف إلى جوارهم الصغير قبل الكبير والضعيف قبل القوي.. إنها أرض الخير والبركة والإنسانية التي جذبت منذ القدم الشعوب والأمم بدينها القويم وثوابتها الإنسانية وحضارتها الراقية. الأميرة سميرة بنت عبد الله الفيصل الفرحان - رئيسة جمعية أسر التوحد وجمعية مرضى الفصام