تحل ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية في غرة الميزان من كل عام وهو اليوم الذي يتذكر فيه المواطن السعودي بكل فخر واعتزاز هذه المناسبة التاريخية السعيدة التي تم فيها جمع الشمل ولم شتات هذا الوطن المعطاء.. اليوم الوطني، يوم توحيد هذا الكيان العملاق على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيّب الله ثراه - وفي هذه المناسبة الغالية تستشهد بكل فخر واعتزاز المنجزات الحضارية الفريدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر زاهر وغدٍ مشرق في وطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم . ويحتفل أبناء المملكة في ذكرى اليوم الوطني الثالث والثمانين يوم الاثنين 17-11-1434ه الموافق 23-9-2013م وفي هذا اليوم يستلهم الكل العبر والدروس من سيرة القائد الحكيم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي استطاع بما يتميز به من حنكة وبصيرة ، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ بالله - عز وجل - أن يضع قواعد هذا الوطن الشامخ ويؤسس قواعده وثوابته التي لايزال كل فرد من أبناء المملكة يقتبس منها لتنير الحاضر وتستشرف ملامح الغد لكل ماننشده من رقي وتقدم ، وفي كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن ورفاهية المواطن وكرامته .. والجميع يعلم أن الأسس التي وضعها رحمه الله أصبحت من ذلك اليوم منهاجاً لهذا البلد المعطاء حتى يومنا هذا الذي ترفل فيه المملكة وبقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - بالتقدم والازدهار وتحقق مزيداً من الأمن والاستقرار والكثير من جوانب التنمية الشاملة في كل مناحي الحياة بالرغم من مايشهده العالم من ظواهر واضطرابات طال أثرها معظم دول العالم ومجتماعاته. وفي هذه الذكرى الخالدة يُسر أبناء هذا الوطن ومن يعيشون فوق ترابه وتحت سمائه بما أنعم به الخالق سبحانه وتعالى على هذه البلاد من نعم جمّة وما وصلت اليه المملكة من مكانة مرموقة بين دول العالم ، جعلتها تتبوأ مراكز متقدمة في شتى المجالات ولا شك أن هذه المكانة كانت ثمرة توفيق الله لقادة هذه البلاد ثم الجهود المخلصة التي يبذلونها في سبيل رفعة راية التوحيد وتنمية أرجاء المملكة ورفاهية المواطن. ذكرى اليوم الوطني تعني لكل مواطن سعودي مشاهدة وتلمس إنجازات تنموية كبيرة تتم كل يوم في جميع أرجاء مملكتنا الحبيبة ، فلقد أصبحت التنمية المعاصرة شاهد كل عهد منذ تأسيس هذا الكيان وتوحيده على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - مروراً بعهد أبنائه من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله - ووصولاً إلى هذا العهد الزاهر الذي يقوده بحكمة وروح إنسانية مشهودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - مما يؤكد الأساس الراسخ الذي تقوم عليه الدولة والعصرية التي تميزها والالتفاف الرائع للمواطنين حول القيادة على امتداد رقعة الوطن الذي يحمل ملامح قارة ممتدة الأطراف والحدود . وفي الختام لايسعني إلا أن أدعو الباري عزّ وجل أن يُديم على هذه البلاد نعمة الأمن والاستقرار ، وأن يحفظ الله بلادنا من كل سوء ، كما نسأله سبحانه أن يوفق حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء لكل خير وصلاح . والله الموفق ،، - مدير عام الجمارك