هذا هو عنوان كتاب للشيخ حمد بن إبراهيم الحقيل يقع في 248 صفحة وقد صدر عن مؤسسة المعارف في بيروت سنة 1388ه، وقد أوضح المؤلف في هذا الكتاب الدور الكبير الذي مثله الملك عبد العزيز - رحمه الله - في صنع تاريخ هذه البلاد وتأسيس المملكة العربية السعودية، والمؤلف قد عمل في القضاء فترة تزيد على ثلاثين عاماً وهو أديب ومؤرخ وشاعر وقد صدر له من قبل كتاب: «كنز الأنساب ومجمع الآداب»، وكتاب «صيد القلم» والوحشيات والأوابد وزهر الأدب، وهذا الكتاب يحمل بين طياته تاريخ حياة الملك عبد العزيز وجهاده في توحيد المملكة وتأسيسها ويذكر نسبه وأهم الوقائع التي خاضها وعدله وشجاعته وعنايته بالتعليم ونشره في بلاده وكثيراً من جوانب شخصيته وعبقريته وذكائه وعمله في توطين البادية وفتح المدارس ويفيض بها الذكر لنماذج وقصص من حياته تمثل الحلم والكرم، ويشير إلى انتصاره في اليمن وإلى التحول الاقتصادي والسياسي في المملكة في عصره وبأعماله ومنجزاته خلال نصف قرن وإلى ذكاء الملك عبد العزيز وسرعة بديهته وخاطرته في الأحداث وقدرته على حل المشكلات التي واجهته أثناء عملية تأسيس الدولة. كما أورد كثيراً من القصائد والأشعار التي دونت في وصف بطولة عبد العزيز وحياته وإلى الأحاديث الصحفية والقصص المشهورة في الجزيرة عن بطولات الملك عبد العزيز وأعماله كما ذكر أسماء الهجر وبعض القصص والأشعار الطريفة وما ينسب للملك عبد العزيز من شعر وكذلك أورد قصة المعتمد بن عباد وزيارة الملك عبد العزيز للقاهرة وقصيدة شوقي التي أرسلها مستصرخاً السلطان عبد الحميد في 14 أبريل 1904ه ومطلعها: ضج الحجاز وضج البيت والحرم واستصرخت ربها في مكةالأمم وبالجملة فقد بذل المؤلف جهداً في جمع مادته وفيه إمتاع أدبي من نثر وشعر وملامح تاريخية مهمة عن الملك عبد العزيز - رحمه الله - الذي استطاع بما وهبه الله من قوة وعزيمة وإيمان وصبر أن يجمع أشتات هذه البلاد ويوحد أطرافها ويقيم بعد ذلك صرح المملكة العربية السعودية وتأسيس هذه المملكة الشامخة في حقبة مهمة، حيث صنع أول وحدة عربية في التاريخ العربي الحديث وتميز بفكر سياسي أصيل ورجل سياسة ودولة من طراز فريد. والكتاب فيه جهد واضح وعرض تاريخي وإضافة إلى ما سبقه من كتب في موضوعه تثري حقائق تاريخه وتعرف بخصائص شخصيته وتاريخه المتعدد الجوانب الذي هو جدير بأن يأخذ حقه من برامج الرسائل العلمية والكتب والتنويه بالنموذج الذي بناه وتقديمه مثلاً يحتذى وتحية للمؤلف الذي قدم للمكتبة السعودية العديد من الكتب والمؤلفات في التاريخ والأدب والأنساب.