تعقيباً على ما ورد في العدد 14959 حول المؤتمر الصحفي الخاص بمؤتمر الوحدة الوطنية أود التعقيب بالقول: لقد أنعم المولى - جل وعلا - على بلادنا المملكة العربية السعودية بنعمة الأمن والاستقرار، وتفضل عليها سبحانه بأن كانت مثالاً رائداً في الوحدة الوطنية بين القيادة الحكيمة والشعب الكريم الوفي؛ وهو الأمر الذي فوّت على مريدي الفتنة ودعاة الإفساد في الأرض أن يحققوا مقاصدهم الضالة وغاياتهم الشريرة؛ فعادوا بالخسران المبين؛ فالحمد لله من قبل ومن بعد. ولا شك أن الجميع يرى ويسمع عما يواجهه المجتمع الإنساني المعاصر من مشكلات كبرى، وفتن وحوادث نالت من صلابة الوحدة الوطنية في العديد من دول العالم، ولاسيما في عالمنا العربي والإسلامي؛ وظهرت من جراء ذلك مفاسد عظيمة، وأُزهقت أرواح بريئة، ودُمّرت البنى التحتية لتلك الدول، وأُعيقت عمليات التنمية والتطوير فيها. والمؤتمر يحمل الكثير من الأهمية والحساسية، خاصة في أتون المرحلة التي تمر بها بعض الدول المجاورة العربية والإسلامية على حد سواء؛ ما جعل جامعة الإمام تضطلع بمسؤولياتها تجاه المجتمع، وتسعى لتوضيح الكثير من الجوانب والقضايا المتعلقة بالوحدة الوطنية وسُبل القضاء على الفتن وما يترتب عليها من مفاسد عظيمة. وجامعة الإمام تحظى بالكوادر العلمية والإدارية التي ستسهم في إنجاح هذا المؤتمر - بإذن الله تعالى - ليحقق الأهداف التي أُقيم من أجلها، وهو ما يؤكد دور ومسؤولية الجامعة وما تتميز به من قدرات علمية وبشرية. والجميع يعي أهمية التلاحم وترسيخ الوحدة الوطنية في وطننا (المملكة العربية السعودية)، وذلك كما رسخ هذا المنهج المؤسس العظيم المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي حرص - ومن بعده أبناؤه البررة - على تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية وأصولها المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه سلف هذه الأمة. يجب على المواطن أن يبقى حذراً من تداخل الأطماع الخارجية من بعض الدول، مع ما يكتنف الدول النامية والمتطلعة إلى آفاق أفضل وأرحب في الحياة المعاصرة من إشكالات وتداخلات، وأن يفوت الفرصة على كل الحاقدين والحاسدين؛ لأن إقامة شرع الله تتطلب الأمن والوحدة والتكاتف والتآزر. نسأل الله العلي القدير أن يحفظ على بلادنا دينها وأمنها وولاة أمرها، وأن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة. محمد بن سعود الزويد - الرياض - جامعة الإمام - وكالة الدراسات والتطوير