أكد سمو وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد أن وزارته دشنت خلال السنوات الأربع الماضية أكثر من 3700 مدرسة على أعلى المواصفات يدرس فيها حالياً أكثر من 1.5 مليون طالب وطالبة، في الوقت الذي نجحت فيه الوزارة من تخفيض نسبة المدارس المستأجرة إلى 20 % فقط وذلك من 42 % قبل أربع سنوات. ولفت الوزير في كلمة بمناسبة العام الدراسي الجديد، إلى الاستمرار في البرنامج الوطني لتطوير المدارس، وبرامج الأنشطة غير الصفيّة ودعم الطالب، والذي يشمل 500 نادٍ في مختلف مناطق المملكة، وكذلك التوسُّع في التطوير المهني للمعلمين والمعلمات والقيادات المدرسية والتربوية. وقال الأمير فيصل بن عبد الله « بسم الله والحمد لله القائل {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}، وأصلي على المعلم الأول نبيّنا وسيدنا وحبيبنا محمد عليه وعلى آله وصحبه أُسلّم. عام دراسي جديد نستهله على بركة الله، مهنئاً الجميع بالعام الدراسي التسعين في بلادنا، مستحضراً التحولات الكبيرة التي شهدها قطاع التعليم خلال العقود الماضية، ومتطلعاً -بتوفيق الله- إلى اكتمال تطبيق الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم العام والتي تستهدف الطالب والطالبة، وتدعم التحول نحو مجتمع المعرفة، من خلال جهد كل معلم ومعلمة، وبما ستحققه -بإذن الله- شركة تطوير التعليم القابضة المملوكة للدولة والشركات المنبثقة عنها لتخفيف أعباء الوزارة وتحسين الخدمات المقدمة للطلاب والمعلمين والمدارس بشكل عام، إضافة إلى هيئة تقويم التعليم العام وجهودها المأمولة في نقل التعليم إلى مرحلة النوعية والجودة، وقد صدرت موافقة مجلس الوزراء على إنشائها وتحديد نطاق عملها واختصاصاتها. وبين «تبدأ مدارس التعليم العام في استقبال طلابنا وطالباتنا، تحتضنهم - برعاية الله - أيادٍ أمينة ناصحة وصادقة تدركُ حجمَ المسؤولية، ويدفعون بأبنائنا نحو مدارج السمو والمعرفة، ويحدوهم الأمل أن يصنعوا منهم جيلاً مؤمناً بربه، واثقاً بقدراته، فخوراً بقيمه، ومعتزاً بوطنيته، ليُسهم في دفع عجلة التنمية». وقال «أجدد في بداية عامنا الدراسي التحية لكل معلمٍ ومعلمة، يسهمون بعطائهم وبذلهم في رعاية ثروة الوطن الأغلى، ويرسمون مستقبلهم، وباسمهم وباسم أولياء أمورهم أرحب بالمعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات الذين انتظموا في مسيرة العمل التربوي والتعليمي والتحقوا بمدارسهم، متطلعاً لأن نعمل معاً من أجل تحقيق رسالة التعليم». وأكد أنه «تم تحسين فرص اختيار المعلمين والمعلمات لتمكين الأكثر قدرة على ممارسة مهنة التعليم، وذلك حرصاً على مصلحة الطلاب والطالبات، من خلال تطبيق اختبار قياس على المعلمين واعتماده للمعلمات، واعتباره شرطاً أساسياً للترشيح على الوظائف التعليمية، وهي إحدى الخطوات التأسيسية نحو تمهين التعليم وتجويده وصولاً مستقبلاً إلى تطبيق رخصه المعلم وتحفيز المتميزين من المعلمين والمعلمات». وقال سمو وزير التربية والتعليم «خلال الأعوام الأربع الماضية بذلت وزارة التربية والتعليم جهوداً أثمرت عن تدشين أكثر من 3700 مبنى مدرسي جديد تضاف للمباني السابقة، يستفيد منها الآن أكثر من مليون وأربعمائة ألف طالب وطالبة، وتم ترميم وتحسين المباني المدرسية لتكون -بإذن الله- بيئات تعليمية جاذبة، ونتج عن ذلك خفض نسبة المباني المستأجرة من 42% إلى أقل من 20%، ونسعى إلى التخلص من المباني المستأجرة في المستقبل القريب. وهذه النسبة المتبقية تتركز بشكل كبير في المدن الكبرى، وقد حظيت الوزارة بتوجيه خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - القاضي بتشكيل لجنة على مستوى الوزراء المعنيين لوضع الإجراءات الكفيلة لتوفير الأراضي لإنشاء المدارس في الأحياء المكتظة وفي الأحياء السكنية الجديدة». وبين إنه بعون الله يتم هذا العام افتتاح مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله وأحسن مثواه - للخدمات المساندة للتربية الخاصة، والذي سيقدم خدمات رائدة في مجال العناية بذوي الاحتياجات الخاصة، ومساندة الأسر في تقديم كل ما من شأنه إعانتهم على رعاية أبنائهم وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والتربوية لهم. وقال «في الإطار العملي يطبق هذا العام الدليل التنظيمي والإجرائي للمدرسة ليكون المرجع الرسمي لمنسوبي المدرسة ويجعل العمل مؤسسياً مع استمرار تطوير إجراءات قياس الأداء في منظومة العمل المدرسي، مشيراً إلى تطبيق الاختبارات الوطنية لطلاب وطالبات التعليم العام نهاية العام الماضي، والتي ستنعكس نتائجها على عملية التطوير المستهدفة، وستستمر هذه الاختبارات في كل عام من أجل تقييم ما يحصل عليه أبناؤنا وبناتنا.. ويضاف إلى ذلك الجهود المبذولة إلى تحويل حزمة كبيرة من الخدمات إلى خدمات إلكترونية تمكن ولي الأمر من متابعة أداء أبنائه من خلال نظام نور للخدمات التربوية. كما ستدشّن خدمات إضافية عبر الهواتف الذكية، وخدمات تقنية أخرى مخصصة لموظفي الوزارة وفي مجالات متعددة. كما يجري العمل على بناء أنظمة معلوماتية شاملة وتوحيد قواعد البيانات لتحسين الخدمات ورفع الكفاءة والفاعلية، وتحسين خدمات ربط المدارس بالإنترنت بعد انتهاء ربطها العام الماضي بالشبكة الإلكترونية، كذلك استكمال تجهيزات معامل الحاسب في جميع مدارس المرحلتين الثانوية والمتوسطة. وتطرق إلى مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم «تطوير» وشركة تطوير التعليم القابضة والشركات المنبثقة عنها المملوكة للدولة فقال «تعمل على تنفيذ الخطة الإستراتيجية لتطوير التعليم العام، التي تستهدف كافة عناصر العملية التعليمية سعياً إلى تحسين وتجويد مخرجات التعليم العام، وإسناد العديد من الأنشطة غير الرئيسة لشركات تطوير سعياً لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود - أعزّه الله - للتعليم في بلادنا، إضافة لإعادة بناء الهيكل التنظيمي للوزارة أخذاً في الاعتبار تمكين المدارس وإدارات التربية والتعليم». وقال إن العام الدراسي الجديد يشهد -بإذن الله- الاستمرار في البرنامج الوطني لتطوير المدارس، وبرامج الأنشطة غير الصفيّة ودعم الطالب، بما في ذلك برنامج أندية مدارس الحي للأنشطة التعليمية والترويحية؛ ليشمل 500 نادٍ في مختلف مناطق المملكة، وكذلك التوسُّع في التطوير المهني للمعلمين والمعلمات والقيادات المدرسية والتربوية، إضافة إلى برنامج تطوير التعليم في مرحلة رياض الأطفال، وبرنامج تطوير الرياضة المدرسية، ومشاريع الحلول التعليمية الإلكترونية. كما سيتم إطلاق برامج تطوير تعليم اللغة العربية واللغة الإنجليزية والحاسب الآلي والرياضيات والعلوم. وبين «حقق أبناؤنا وبناتنا - بعد توفيق الله - حضوراً متميزاً في عديد من المنافسات الخليجية والعربية والدولية، وحققوا مراكز متقدمة في مجالات العلوم والرياضيات والمنافسات الرياضية والثقافية، واستحقوا التتويج في منصات عالمية ونيل ميداليات مختلفة قفزت بالمملكة إلى مراتب متقدمة عربياً وعالمياً وأكدوا لنا جميعاً بأن الطالب السعودي قادر على المنافسة العالمية بكل جدارة، وإنهم فخرنا وبهم نعقد الآمال - بعد الله - في تحقيق تطلعاتنا، أبارك لهم وأسال الله لهم التوفيق، وأشيد بمعلميهم ومن وقفوا وراء إنجازاتهم، سائلاً الله أن يوفق طلابنا وطالباتنا لمزيد من التقدم والتميز العالمي». وحول مؤسسة تكافل فقال «هناك أكثر من 183 ألف طالب وطالبة ستوفر لهم مؤسسة تكافل الخيرية هذا العام برامج دعم اجتماعياً تعينهم على الاستمرار في دراستهم ورسم السعادة على محيا تلك البراعم التي قدر الله أن تكون في وضع يحتاج للمساندة تحقيقاً لمبدأ الجسد الواحد». وأخيراً قال «إن العملية التربوية والتعليمية تقوم على أساس المشاركة وتبادل الأدوار بين المدرسة والأسرة، وإن العلاقة بينهما علاقة استراتيجية لا يمكن أن تنفك أو تفتر لتحقيق المصلحة العليا للطالب والطالبة، فأوصي إخواني وأخواتي أولياء الأمور بأن تكون المتابعة الدائمة والتواصل الفاعل سمة تلك العلاقة، والإفادة مما تم توفيره من وسائل تساعد على ذلك». ووجه رسالة إلى الطلاب والطالبات فقال «أنتم أمل وطنكم ومستقبله الواعد، ومن مقاعد الدراسة تحققون -بإذن الله- آمالكم وطموحاتكم وتسهمون في بناء وطنكم وتنميته، ثابروا واجتهدوا لتنالوا -بإذن الله- مبتغاكم، وتقروا أعين والديكم ويفاخر بكم وطنكم». ورفع باسم كل معلم ومعلمة وطالب وطالبة وباسم منسوبي وزارة التربية والتعليم كل الشكر والتقدير لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله - ولسمو سيدي ولي العهد وسمو سيدي النائب الثاني - حفظهما الله - على ما يحظى به التعليم من عناية ورعاية، سائلاً الله أن يوفقنا لتحقيق الآمال والطموحات.