دعا الائتلاف السوري المعارض أمس الأحد الكونجرس الأمريكي للموافقة على التحرك العسكري ضد الرئيس بشار الأسد، وقال: إن أي تدخل يجب أن يصحبه مزيد من الأسلحة لمقاتلي المعارضة. وقال الائتلاف في بيان إنه يعتقد أن التدخل العسكري المحتمل يجب أن يقترن بجهد لتسليح مقاتلي الجيش السوري الحر. وأضاف أن هذا أمر حيوي في كبح جماح الأسد وإنهاء القتل. وستبدأ في غضون أسبوع المناقشات البرلمانية في مجلس الشيوخ الأميركي، بشأن مشروع قرار يجيز استخدام القوة في سوريا. ووفقاً لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، هاري ريد، فإن المجلس سيجري تصويتاً على المشروع في موعد لا يتجاوز أسبوعاً. وأشار ريد في بيان الليلة الماضية، إلى أن المجلس سيعقد جلسات علنية بشأن هذه القضية مع كبار مسؤولي إدارة أوباما، وسيعقد جلسات سرية وغير سرية لإطلاع أعضاء مجلس الشيوخ على التطورات خلال الأسبوع. وقال: إن استخدام القوة العسكرية ضد سوريا مبرر وضروري، وإن الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب أعمالاً وحشية ضد المدنيين بشن هجوم بالأسلحة الكيماوية. من جهته قال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالز أمس الأحد إن فرنسا لن تشن هجوماً على سوريا بمفردها، وستنتظر قرار الكونجرس الأمريكي بشأن معاقبة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على هجوم بالغاز أودى بحياة مئات المدنيين. وأدلى فالز بتصريحاته لراديو أوروبا 1 في الوقت الذي يزداد فيه الضغط في فرنسا على الرئيس فرانسوا أولوند لإجراء تصويت برلماني على مسألة التدخل في سوريا. وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيرو أمس الأحد إنه سيلتقي مع رئيسي مجلسي البرلمان وزعماء المعارضة اليوم الاثنين لبحث الوضع السوري قبيل نقاش برلماني يوم الأربعاء. وقال فالز «فرنسا لا يمكنها المضي في ذلك وحدها». وأضاف «نحتاج ائتلافاً». وذكر وزير الداخلية أن إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما السبت عزمه طلب تفويض من أعضاء الكونجرس قبل تنفيذ أي ضربة عسكرية أحدث «حالة جديدة» تدفع فرنسا إلى الانتظار «حتى انتهاء هذه المرحلة الجديدة.» وكان أولوند قال يوم الجمعة «إن تصويت البرلمان البريطاني برفض العمل العسكري في سوريا لن يؤثر على رغبة فرنسا في معاقبة حكومة الأسد التي تحملها باريس مسؤولية الهجوم بالغاز». وأظهر استطلاع نشرت نتائجه السبت أن معظم الفرنسيين لا يوافقون على القيام بعمل عسكري في سوريا وأن الأغلبية لا تثق في قيام أولوند بهذا العمل.من جهتها عبرت الأممالمتحدة أول أمس السبت عن رفضها الشديد لتلميحات بأنها تفسح الطريق بصورة أو بأخرى للسماح بشن ضربات جوية أمريكية في سوريا، وقالت إن أعمالها الإنسانية ستستمر في البلاد. وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الأممالمتحدة للصحفيين «رأيت جميع أنواع التقارير التي تلمح إلى أن مغادرة فريق الأسلحة الكيماوية يفسح المجال بطريقة أو بأخرى أمام اتخاذ إجراء عسكري من نوع ما». وأضاف «بصراحة هذا سخف وإهانة لما يربو على ألف موظف من موظفي الأممالمتحدة في الميدان في سوريا يقدمون المساعدات الإنسانية وسيواصلون تقديم المساعدات الحيوية». ووصل خبراء الأممالمتحدة إلى هولندا ومعهم الأدلة التي جمعوها في تحقيقهم في هجوم بالغاز السام في سوريا. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أول أمس السبت أيضاً إنه قرر أن الولاياتالمتحدة يجب أن تضرب أهدافاً تابعة للحكومة السورية ولكنه سيطلب إجراء تصويت في الكونجرس على أي عمل عسكري. وأكد نسيركي أن المفتشين سيعودون لاحقاً للتحقيق في مزاعم أخرى بشن هجمات بالغاز السام في سوريا خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين ونصف العام. ورد نسيركي أيضاً على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الجمعة والتي قال فيها «إن خبراء الأسلحة الكيماوية التابعين للأمم المتحدة لا يمكنهم تقديم أي معلومات جديدة لم ترد إلى الولاياتالمتحدة بالفعل».