من ضمن اهتمامات القيادة الرشيدة لهذه الوطن صدور التوجيهات السامية لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بإعفاء من توفوا إلى رحمة الله من المواطنين وفي ذمتهم قروض لصندوق التنمية العقارية للأغراض السكنية الخاصة، وصندوق التنمية الزراعية والبنك السعودي للتسليف والادخار للأغراض الاجتماعية، وكانت في ذمتهم قروض لم يتم سدادها. فقد جاء في جريدة الجزيرة الغراء في عددها (14892) الصادر يوم الأحد 28-8-1434ه وفي صفحتها الأولى بأن معالي وزير المالية وإنفاذاً للتوجيهات السامية قد اعتمد مبلغ «108» مليارات ريال شملت إعفاء (20792) مقترضاً متوفى - رحمهم الله - من المواطنين.. وهذه اللفتة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - ليست بغريبة عليه - أعانه الله - وذلك نهج المؤسس لهذا الكيان الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - حيث كان يتفقد أبناء رعيته ويساعدهم ويواسيهم رغم قلة الإمكانات آنذاك، ولكن التواصل بين الراعي والرعية والصلة القوية بين الراعي ورعيته والحب المتأصل في نفوسهم، واللُحمة التي هي سمة للجميع - حاكماً ومحكومين - أسست لذلك التواصل والترابط، فرغم ما كان يشغل القيادة أثناء مرحلة التأسيس ولمّ أرجاء الوطن.. رغم كل ذلك فالقيادة تتحسس أبناء الشعب وتشاركهم في أفراحهم وأتراحهم وتتفقد أحوالهم وتتلمس احتياجاتهم، خصوصاً في اشتداد الأحوال كتلمس حاجاتهم وقت الأزمات والمحن، كسني القحط وشدة البرد أيام الشتاء وعند هطول الأمطار وتعرض مساكنهم للهدم، حيث إنها من الطين، فرغم قلة الإمكانات وقلة الموارد المالية، فقد كان الملك عبد العزيز - رحمه الله - يُوجه بتفقد أحوال الناس، بل هو يتولى ذلك بنفسه، فيقوم بجولات في أرجاء الوطن ويقف بنفسه على متطلبات الناس ويواسيهم ويشعرهم بأنه معهم وبينهم رغم مشاغله الكبيرة، وهو يُؤسس البلاد ويُوحد أجزاءها، وها هو خادم الحرمين الشريفين ينهج ذلك النهج القويم ويوجه بتلمس حاجات أبناء الوطن لا سيما والحمد لله الخير عمَّ والموارد المالية تكون في كل عام أفضل من سابقتها ولله الحمد والمنّة، لذا فخادم الحرمين الشريفين - وفقه الله - وهو الأب الحاني لأبناء الوطن لم يتوان في إصدار توجيهاته الكريمة لوزارة المالية بسداد الدولة لجميع القروض المستحقة على مواطنين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى وأصبحت تلك القروض ديناً مستحقاً عليهم، وقد لا تسمح ظروف أسرهم المالية بسداد ما عليهم، لكن أبوة وعطف خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - أدركت ذلك فصدرت التوجيهات الكريمة بقيام الدولة بسداد ما عليهم إبراء لذممهم ورغبة في طمأنينة أسرهم الذين رفعوا أكف الضراعة إلى الله بأن يمد في عمر خادم الحرمين الشريفين على عمل صالح ويكلأه بعنايته ورعايته ويبسه الصحة والعافية ويشد عضده بولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وإخوانه وأعوانه ويرزقهم جميعاً الجلساء الصالحين الناصحين.. اللهم آمين. فليشهد التاريخ وكذلك الرعية والراعي في هذا الوطن المعطاء وطن الخير والنماء والأمن والاستقرار إنه وطن القداسات وطن الإنسانية جميعاً.. فهده الوفود من كل حدب وصوب تقصده لأداء نسك الحج والعمرة وللزيارة وآخرون لطلب العيش، حيث أفاء الله عليه من خيره العميم فلم ينس الآخرين أينما كانوا قربوا أم بعدوا والواقع يثبت ذلك. عشت وطني في هذا العالم المضطرب.. عشت آمناً مطمئناً رغم كيد الأعداء والحاقدين لأنك مع الجميع وتعطي الجميع وتحتضن الجميع، فلله درك من وطن لست كبقية الأوطان. وعاش قادتك من آل سعود أولئك الأفذاذ، أولئك القادة المتميزون بما أفاء الله عليهم من حنكة وحكمة وحزم، وعطف وشفقة وحب لرعيتهم، بل العالم أجمع. محمد بن سكيت النويصر - إمام وخطيب وعضو الدعوة في محافظة الرس