أحياناً تصيبني الدهشة، حينما أقرأ بعض التقارير.. فمثلاً، يقول لك إن مسافة الطريق 84 كلم، منها 74 كم يمين و13 كم يسار. أين ذهبت الثلاثة كيلومترات الزائدة،؟! الله أعلم! ومن الكيلومترات، خذ عندك: فرق في عدد السكان وفي عدد المرضى والطلبة والمباني وفي عدد ملايين الريالات. قرأت تقريراً صحفياً يدافع عن سائق شاحنة ارتكب جريمة، كادت تقتل العشرات، لولا لطف ربي. فلقد اصطدمت شاحنة من نوع (قلاب) فجر يوم الاثنين الماضي بجسر مشاة شرق الرياض، مما أدى إلى سقوط الجسر الحديدي وإصابة شخص. وعلمت الجريدة أن سبب الحادث هو ارتفاع حوض (القلاب) إلى أعلى من الحد المسموح به دون علم قائد الشاحنة. لقد تم وضع مبررات الحادث من قبل الجريدة، وهي أن السائق لم يعلم ان سيارته ارفع من جسر المشاة. يا سلام سلم. المفروض أن تكلبش الشرطة جسر المشاة، وتسجنه على ذمة التحقيق، إلى أن يتوسط له وزير النقل، فيخرجه بكفالة تريلة أسمنت! تخيلوا لو أن سائق القطار الألماني، الذي تمّ زجه في السجن لأنه تسبب في حادث مروع قبل أسابيع، موجود عندنا، أكيد سوف لن يصرح بأنه معترف بخطئه لأنه زاد السرعة أثناء المنعطف، بل سيصرح، بأن «الخطأ خطأ بلدية شرق فرانكفورت، اللي ما لأمها داعي، هي والمنعطف اللي تهايط فيه على قطارات البلد».