لم يكن الخطاب القرآني حين ورد في قوله تعالى: {.. اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ } (61) سورة البقرة، إلا تأكيدا على أن الخير في مصر، وهي كذلك على مدى عصورها، ومهما كان حاكمها، ولم يكن لا في الماضي ولا في الحاضر ولا في المستقبل، لم يرتبط الإسلام بجماعة مهما كانت هذه الجماعة، وارتباط جماعة الإخوان المسلمين في مصر بالإسلام ليس أكثر من أكذوبة مرفوضة، لأن الإسلام دين الله في الأرض، منذ بدأ وإلى قيام الساعة، محفوظ بحفظ الله، وليس بحفظ جماعة مهما كانت، تتستر وراء الدين من أجل تمرير مفاهيم سياسية لتحقيق مآربهم الشخصية. فالقضية الفلسطينية التي حملها الشعب المصري مع الشعب الفلسطيني في خندق واحد، منذ عام النكبة وإلى اليوم لا يمكن وضعها في يد جماعة بدلاً من شعب كامل مؤمن بالسلام العادل والشامل في المنطقة، وطرد المحتل. إن ما تاجرت به جماعة الإخوان المسلمين في القضية الفلسطينية عائد سلباً عليها، وهذا ما حدث يوم الجمعة الماضي حين أعلنت حماس وقوفها إلى جانب مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وعابت فتح هذه التصريحات، ونصحت حماس ألا تتدخل ولو بالقول في الشأن المصري؛ فالواقع الفلسطيني يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن أي تدخل في الواقع المصري يعود سلباً على قضية التخلص من المحتل وعودة الأرض، وغبي من يراهن على جماعة سياسية، ترتدي عباءة دينية، فالدين باق إلى قيام الساعة، وكم من جماعات وأحزاب زالت (وتلك الأيام نداولها بين الناس). ولم تكن الاعتداءات المتبادلة بين مؤيد ومعارض لمرسي وسقوط عشرات القتلى من الطرفين سواء في القاهرة أو الاسكندرية وفي مختلف محافظات مصر، كل ذلك من أجل تحريض الشباب ضد الجيش لمحاولة بث الفوضى في الشارع ويقودهم الإخوان المسلمون الذين استعدوا لمثل هذه المرحلة بإعداد فرق مدربة، تمتثل لقادة الاخوان وفق مبدأ الاخوان (السمع والطاعة)، حتى وإن أدى ذلك إلى التهلكة، وهو ما حصل أمام مقر الحرس الجمهوري، وسقوط عشرات القتلى. إن مصر وشعبها يحملان الإسلام والايمان في جوفهما ويحميانه أكثر بكثير من الذين يشهرون الإسلام سيفا لهم في وجه أشقائهم، وما هذا إلى نتاج مدارس تورابورا وكهوف أفغانستان المظلمة، وما المجتمع المصري باسلامييه ومسيحييه إلا كيان واحد يجمعهم السلام والإيمان بالسلام والحرية النابعة من داخله لا من مظاهرهم المزيفة ليس كأولئك المأجورين الذين يكيدون للإسلام والسنة، ولأنفسهم. وهاهو خادم الحرمين الشريفين كعادته وحكومته الرشيدة يقفون موقف المسلم الحقيقي طالب الأجر من الله وحده فقط بيده الحانية والكريمة مع كل مسلمي الأرض وشعوبها ويخفف العناء عن الأشقاء المصريين بدعمه للاقتصاد لنهضة المصريين كل المصريين من مسلمين وإخوان معتدلين وأقباط ليرفع رؤوسهم ويستعينوا بالله لبناء اقتصاد مصري عربي، ولكي لا يدفع المصري المدعوم من قوى الشيطان ليقتل أخاه المصري. وسوف يبقى جيش مصري عظيما وقوياً وشامخاً رغم المحاولات الملتفة لاضافته للجيوش العربية التي أسقطتها الفرقة والخلاف الدخيلة والمفتعلة. وفق الله مصر لكل خير. وصدق الله قوله في كتابه :{.. ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ} (99) سورة يوسف، نعم، ستبقى مصر آمنة بوعد الله وبجهود أبناء مصر الشرفاء، وبدعم من يرجون لقاء الله ومخافته فعلاً وقولاً. والله من وراء القصد. - نائب رئيس جامعة القدس المفتوحة