رمضان بنكهة الآيس كريم هذا العام، وسط إقبال الجميع على تعويض شعور العطش القوي الذي يعتريهم بعد نهار صوم طويل تحت أشعة شمس يوليو القوية. قضمات باردة من قوالب الآيس كريم الشهية الطعم الكفيلة بدفع الشُّعور بالعطش، وترطيب الأفواه بعد نهار من الجفاف، وتعويض فاقد السعرات الحرارية التي يفقدها الجسم على مدار نهار صيام طويل. ومن بين نحو 10 و13 مصنعًا متخصصًا في إنتاج الآيس كريم داخل السعوديَّة توزع منتجاتها على مئات الآلاف من المتاجر والأسواق المركزية لتسويقها، يحرص المستهلك على الأجود من بينها، سواء على مستوى الخامات المستخدمة أو جودة الصناعة حتَّى يطمئن إلى سلامة المنتج الذي يتناوله. وتعد من الشركات الرائدة في صناعة الآيس كريم في المملكة ودول الخليج شركة (كون زون) السعوديَّة، التي قد يتوهم بعضهم من اسمها، أنّها وكالة تجاريَّة أجنبيَّة أو اسم عالمي في صناعة الآيس كريم، فيما يؤكِّد المدير العام والعضو المنتدب لشركة (كون زون) السعوديَّة عبد الله بن محمد البرجس أن علامتهم سعودية بامتياز، لكن بمواصفات عالميَّة.. تفاصيل أكثر عن صناعة الآيس كريم التي يبلغ حجمها ما لا يقل عن ملياري ريال، نعرفها في ثنايا هذا اللِّقاء مع المهندس عبد الله البرجس: * دعني أسألك أولاً عن تقييمكم للمنافسة والاستحواذ على سوق الآيس كريم في السعوديَّة بحكم أنكم أكبر شركة في سوق الآيس كريم في السعوديَّة، بل تصنّفون ضمن الكبار في هذا النَّشاط في العالم العربي؟ - سوق الآيس كريم السعوديَّة كبيرة جدًا وقابلة في الأساس للمنافسة، إلا أنَّه لا بد أن نعلم أن المنافسة تتباين من فئة إلى أخرى، وتختلف باختلاف الجمهور المستهدف، وإن كنت أرى أن هناك حركة قوية في جميع الفئات لكسب أكبر نسبة ممكنة من العملاء خاصة وسط درجات حرارة عالية وكثافة سكانية تتسم بها البلاد. * ماذا تقصد بالفئات في الآيس كريم أو البوظة كما يفضّل البعْض وصفها؟ - نعم، دعني أقول: إن النَّاس لا تعرف أن هناك فرقًا بين الآيس كريم والبوظة، فالبوظة العربيَّة ليست آيس كريم، حيث إن الأخير يجب أن يصنع في مصانع متخصصة وبمواصفات عالميَّة ملائمة بخلاف البوظة التي يمكن أن تصنَّع شخصيًّا وداخل البيوت. أما فئات الآيس كريم فإنّها تنقسم في السُّوق العربيَّة والسعوديَّة على وجه الخصوص إلى 3 فئات، الأولى فئة فائق الجودة أو التصنيع وهي التي تشمل محتويات عالية الجودة وصحيَّة من موادّ طبيعيَّة 100 في المئة كالحليب ومشتقاته والنكهات الطبيعيَّة مثل الفانيلا والشيكولاتة والمانجو والفواكه الأخرى. وهناك نوع عادي متوسِّط يحتوي على موادّ طبيعيَّة بنسبة 70 في المئة وباقي الموادّ صناعيَّة ويعمل في هذا النَّشاط معظم المصانع العاملة في النَّشاط ومحتوى الآيس كريم بالطبع أقل بكثير ويعتمد على التعليب والتغليف في منتجاته ويعيش لفترات طويلة المدى، في حين تنتشر فئة ثالثة وهي ما اسميها شخصيًّا بثلاثي الماء والسُّكر واللَّوْن وهي الأسوأ والأكثر انتشارًا في سوق السعوديَّة، حيث تَلقَّى إقبالاً منقطع النظير من الصغار لرخص قيمتها وهي للأسف تشكّل ما لا يقل عن 60 في المئة من حجم السوق. * كم تتوقّعون عوائد مبيعات البوظة العام الجاري في السعوديَّة؟ - نتوقّع أن تتجاوز مبيعات الآيس كريم بجميع فئاته أكثر من ملياري ريال هذا العام، وفي الحقِّيقة فإنَّ الطَّلب على الآيس كريم يبدأ مع بداية فصل الصيف في شهر مايو إلى بداية الشِّتاء في شهر أكتوبر من كل عام، إلا أن الملاحظ أنَّه في السنوات الأخيرة بدأ استهلاك الآيس كريم يزداد في الشِّتاء خصوصًا من الآيس كريم فائق النوعية، وهذا يُعدُّ توجهًا طبيعيًا، حيث إن الآيس كريم فائق النوعية يحتوي على طاقة عالية ومفيد صحيًّا للأطفال وينصح بأكله طوال أيَّام السنة خصوصًا للأطفال لإمدادهم بالكالسيوم والفيتامينات والطاقة. وينبغي الإشارة إلى أننا عانينا في هذا، ولا نزال نحارب من أجل إيصال هذا المفهوم لِلنَّاس وتغيير المفاهيم الخاطئة أن الآيس كريم ليس جميعه من درجة واحدة أو أن كلّّه مضر للصحة، ونحن بهذا الصَّدد نبذل جهودًا كبيرة ونقوم بحملات إعلانية في كافة وسائل الإعلام المختلفة لنكشف الحقيقة ونفتح أعين النَّاس وأرباب الأسر إلى هذه النقطة، واستطيع القول: إننا نجحنا إلى حدٍّ كبيرٍ في ذلك. * كم عدد المصانع والشركات العاملة في النَّشاط وهل هناك تنامٍ فيه؟ - لا يتجاوز عدد المصانع والشركات المتخصصة في إنتاج الآيس كريم داخل السعوديَّة بين 10 و13 مصنعًا عاملاً متكاملاً للإنتاج توزع على مئات الآلاف من المتاجر والأسواق المركزية لتسويقها، ولا يوجد بينها ما يقدّم المنتجات فائقة الجودة إلا شركتان إحداها أمريكية والثانية سعودية وهي بلا فخر «كون زون» وهي بالمناسبة سعودية وليست وكالة تجاريَّة أو اسمًا عالميًّا في الآيس كريم، بل هو ابتكار وماركة سعودية مسجلة اخترنا لها هذا المسمى. أما بالنِّسبة لبقية الشركات فيمكن تصنيف 5 منها ضمن المصانع التي تقدّم المنتجات العادية والبقية تنتج المثلجات. * لماذا اخترتم هذا المسمى الأجنبي ما دام منتجًا عربيًا.. وما معناه؟ - نظرنا عند التَّخْطِيط لقيام هذا المنتج إلى المستقبل البعيد، إِذْ إن مسمى «كون زون» وهو العبارة التي تعني «منطقة (كوز) الآيس كريم»، وحتى يكون منتجنا يحمل صفة العالميَّة ويمكن أن يدخل الأسواق العالميَّة بِكلِّ سهولة وخصوصًا أن المسمى سهل النُّطق وذو رنة موسيقية ويمكن أن يحفظ بسهولة وينتشر بسرعة، وخصوصًا في ظلِّ تطلعنا لتجاوز الحدود وتسويق منتجاتنا في الدول العربيَّة والعالميَّة. * إذن تتطلعون لتصدير منتجاتكم والدخول في أسواق مجاورة.. فما خططكم حيال ذلك؟ - بالطبع نعتزم دخول منتج الآيس كريم ليس في الأسواق العربيَّة المجاورة فحسب، بل حتَّى الأسواق العالميَّة ولا أخفيكم أن لدينا حاليًا أكثر من 300 فرع داخل السعوديَّة وأكثر من 36 فرعًا في دول الخليج، ونعتزم الدخول في مصر ولبنان خلال الفترة القريبة المقبلة، بعدها ننوي بتوفيق الله دخول الأسواق الآسيوية والإفريقية وعلى وجه الخصوص دول الاتحاد السوفياتي السابق وشمال إفريقيا، إِذْ إن تلك المناطق لا تزال رحبة ويمكن الاستثمار فيها. * كيف ترون مستقبل هذا النَّشاط في ظلِّ التحوّل إلى مفهوم صحي واستشعار الكثيرين بمدى فائدة الآيس كريم فائق الجودة؟ - دعني أقول لك وبكل ثقة أن هذا النَّشاط سيكون له مستقبلٌ واعدٌ، إِذْ إنه بنظرة استشرافية بسيطة نرى أن الأجيال الجديدة الخارجة ستكبر وستنمو معها الأذواق أكثر من السابق، بل أؤكد أن الطَّلب على الأنواع ذات الجودة الفائقة سيزداد التي لها فوائد صحيَّة بجانب مذاقها اللذيذ وإن كانت الأسعار إلى حدٍّ ما مرتفعة بمتوسِّط 5 ريالات بالمقارنة مع النَّوع العادي أو المتدنِّي الذي لا يتجاوز ريالاً أو ريالين، كما أعتقد أنَّه سيكون هناك خلال السنوات العشر المقبلة تحوّلٌ تامٌ في الاختيار من الرديء إلى الجيِّد وهو الأمر الذي لا ينعكس على استثمارات المصانع العاملة في الآيس كريم الرخيصة وفي ذات الوقت لن تتراجع عوائدها بِشَكلٍّ حادٍ في حين سيرتفع الطَّلب على عوائد الآيس كريم عالية الجودة تتنامى معها هذه النوعية. * كيف ترون صناعة الآيس كريم بأنواعها في العالم العربي؟ - في الحقِّيقة اطلعنا على بعض المنتجات والتجارب واكتشفنا أنَّه لا توجد صناعة آيس كريم مُتطوِّرة في العالم العربي وإنما هناك صناعة بدائية لما يُسمى بالبوظة العربيَّة وهي بالمناسبة ليست من فئة الآيس كريم، بل هي من فئة المثلجات التي يمكن تصنيفها من دون الدرجة المتوسطة بين الآيس كريم، وقد يكون السبب في ذلك ضعف الإمكانات المادِّية أو قلّة المهنية في تبني مشروع قوي للآيس كريم.