في شهر رمضان المبارك لا أهتم بمتابعة المسلسلات والبرامج التلفزيونية ولكني أحرص على متابعة الإعلانات التجارية التلفزيونية خلال فترة الذروة بين المغرب والعشاء وهي الفترة الأغلى سعرا في العرف الإعلاني والتي تتزاحم فيها الشركات من أجل بث رسائلها الإعلانية حيث تحظى بأكبر متابعة من مختلف شرائح المشاهدين. وبحكم التخصص واهتمامي بصناعة الإعلان، فقد لحظت هذا العام غزارة في الإعلانات مع ضعف ورداءة في المحتوى والمخرج النهائي لكثير من الإعلانات التلفزيونية والأمثلة كثيرة. وهذا لا يقلل من بعض الإعلانات التي استخدمتها بعض الشركات لبث رسائلها بطابع غير تجاري مرتكزا على إيمانها بمسؤوليتها الاجتماعية، فهي لا تسوق لمنتجات أو خدمات وإنما تستغل الفرصة لنشر إعلاناتها من أجل ترسيخ هوية المنشأة وإرسال رسائل توعوية تحث على الالتزام بالمبادئ والقيم في المجتمع. وبطبيعة الحال المستفيد من هذا النمو الإعلاني الكبير جهات كثيرة سواء شركات معلنة أو وكالات الدعاية والإعلان أو القنوات التلفزيونية التي تجد في شهر رمضان فرصة لزيادة الإيرادات والأرباح. وللأسف الشديد أن الوكالات الإعلانية (المحلية) المتخصصة محدودة للغاية والحصة الكبيرة من الكعكة في الغالب تذهب لوكالات الإعلان الأجنبية المنتشرة في المملكة والمسيطرة تماما على هذه الصناعة. شهر رمضان يتميز باجتماع أفراد الأسرة على مائدة واحدة وقت الإفطار، وبالتالي فهي فرصة حقيقية لكل شركة معلنة لأن تستهدف الأسرة بالكامل من خلال اختيار الاعلان المناسب، وهناك من ينجح بامتياز في اختياره الإعلان المناسب وعلى النقيض هناك من فشل في نشر إعلانات مسيئة للشركة ومنتجاتها. المؤكد أن الإبداع في الإعلان ومحتوى الرسالة الإعلانية فن لا تتقنه كل الشركات والوكالات الإعلانية ويبقى المشاهد هو الحكم. [email protected] **** [email protected] sultan_almalik@ تويتر