ثمن سياسيون مصريون موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس محمد مرسي، خاصة أن السعودية كانت أول المهنئين للرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي منصور، مشيدين بقول خادم الحرمين في بيان التهنئة «نشد على أيدي رجال القوات المسلحة المصرية الذين أخرجوا مصر من نفق الله يعلم أبعاده وتداعياته» موضحين أن كلام جلالته ينبئ عن علم ودراية بما وصلت به الأحوال في مصر، وثمنوا موقف المملكة في مساندتها للشعب المصري على مر العصور، وأشاروا إلى أن العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية علاقات متميزة نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية، فعلى الصعيد العربي تؤكد الخبرة التاريخية أن القاهرة والرياض هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي وعليهما يقع العبء الأكبر في تحقيق التضامن العربي والوصول إلى الأهداف الخيرة المنشودة التي تتطلع إليها الشعوب العربية من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، كما أن التشابه في التوجهات بين السياستين المصرية والسعودية يؤدي إلى التقارب إزاء العديد من المشاكل والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية مثل الصراع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية، ومن هنا كان طبيعياً أن تتسم العلاقات السعودية المصرية بالقوة والاستمرارية. أكد خالد محمد علي خبير الشؤون العربية أن قرار خادم الحرمين الشريفين بالاعتراف بالرئيس المصري المؤقت الذي جاء بعد ثورة شعبية حاشدة ، حمى مصر من العزلة الدولية، لكن خادم الحرمين يعرف تمام المعرفة بحكم علاقته الوطيدة بمصر أن ما حدث هو ثورة حقيقية لذلك كان قراراه سريعا وعاجلا ليحمي الشرعية الجديدة ويفتح لها أفقا إقليمية ودولية، خاصة أن الاقتصاد المصري بات في مرحلة حرجة، وتوقع علي مزيدا من الاستثمارات السعودية في مصر بعد انتهاء الاحتقان السياسي الذي أدى إلى هروب المستثمرين العرب والأجانب، وأشار علي إلى أن موقف خادم الحرمين الشريفين سوف يدعو كافة العواصم العربية إلى الاعتراف بالنظام الجديد وتقديم الدعم ومساندة نظرا لأن خادم الحرمين يعد بوصلة السياسة العربية فضلا عن الإقليمية والدولية. فيما رأى الكاتب الصحفي علاء ثابت وكيل نقابة الصحفيين المصريين أن علاقة مصر بالسعودية من أقدم العلاقات وأوطدها، حيث أن علاقة مصر بالسعودية، من أفضل العلاقات الإقليمية حيث ارتبط الشعب المصري، ارتباطا وثيقا بالمملكة العربية السعودية، وإن تغيرت الأوضاع السياسية على الساحة أو تغير رؤساء الدول لكن علاقة مصر بالسعودية بقيت قوية ومتجذرة. وأكد الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن السابق -الخبير الاقتصادي- أن التعاون بين مصر والسعودية يهدف إلى تعزيز علاقات البلدين وتطويرها التي تعد أحد أهم محددات رسم السياسة الإقليمية في منطقتنا العربية والإقليمية وتمثل دعامة مهمة في الاستقرار في المنطقة بأسرها، مشيراً إلى روابط الأخوة العربية والإسلامية والصلات الوثيقة بين القيادتين والشعبين الشقيقين. وأضاف عبد الخالق: إن البلدين يزخران بكثير من الإمكانات الكبيرة التي تنتظر استثمارها وتوظيفها لتحقيق تبادل حقيقي للمنافع بينهما. مؤكدًا على ضرورة العمل المشترك واستغلال كافة الإمكانات والفرص في تنمية التبادل التجاري بين البلدين وإقامة المزيد من المشاريع المشتركة بين القطاع الخاص في البلدين للاستفادة من المزايا النسبية والحوافز المتاحة في زيادة القيمة الاقتصادية المضافة لمواردنا الطبيعية وأشار إلى ضرورة تهيئة مناخ العمل لمجتمع الأعمال لطرح مبادراته وأن نعمل علي تذليل العقبات التي تعترض توجهاته الرامية إلى خدمة المصالح المشتركة للبلدين. وقالت الدكتورة هالة السعيد -عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن السعودية تسعى دائما لخلق مزيد من الاستثمارات في مصر نظرا للعلاقات القوية والوطيدة بين البلدين لذلك تحتل مصر النصيب الأكبر من الاستثمار السعودي في أراضيها وتبادل التجارة وتحسين العلاقات وتوقعت أن الاستثمار السعودي بمصر سيتحسن بشكل أكبر في الفترة القادمة. وقال أحمد شرف القيادي اليساري البارز أن اعتراف الملك عبدالله بالنظام الجديد يؤكد أن المملكة دائماً ما تكون مع إرادة الشعب المصري وخياراته بما يحقق تطلعاته نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وهي خطوة نثمنها من خادم الحرمين الشريفين، كما أنها خطوة تتعدى إطارها السياسي إلى أطر اقتصادية واجتماعية، فهي تساعد على فتح أبواب العواصم العربية والدولية أمام الرئيس المؤقت نظرا لما تحظى به السعودية من مكانة دولية وإقليمية.