العنوان اقتباس غير مباشر من رواية مدن الملح، ولكني هنا أتحدث عن أهم المدن والتي تتربع القوائم الأعلى زيارة من قبل السائحين من مختلف دول العالم، مثل نيويورك وباريس ولندن وروما واسطنبول وشنقهاي.... إلخ. لكن لماذا أسميتها مدن الفن؟ الجواب خلفه زيارات سابقة لبعض من هذه المدن، وحافلات (Hop on hop off) المنتشرة في البعض منها. هذه الحافلات هي ابتكار سياحي يختلف عن الحافلات التي تصعد فيها في ساعة محددة صباحا، وتعيدك بعد برنامج ثابت في ساعة محددة مساء، حيث تشتري تذكرة هذا البرنامج، ومن خلالها تستطيع عبر نقاط متعددة صعود أي حافلة من حافلات الشركة، والتجول عبرخطها السياحي والنزول والركوب متى ما شئت، بحيث يكون بناء البرنامج خاضعا لاختياراتك الشخصية وتفضيلاتك في الفترة التي تقضيها في أي من أهم المحطات السياحية التي تتوقف فيها الحافلة. فبينما كنت مع عائلتي على إحداها، بدأت في محاولة استعراض أهم المحطات التي تضعها الشركات السياحية، كمعالم سياحية، وبحسبة بسيطة، تجد أن معظم تلك المحطات إما معالم تاريخية (معمارية فنية) أو ميادين، أو متاحف للآثار والفنون! مما يعني أن خيارات السياح مرتبطة بمشاهدة هذه الفنون والمعالم المعمارية التي تفخر بها هذه البلدان، وتحافظ عليها كأحد أهم الكنوز المميزة لتلك المدينة، خصوصاً وأنت تسمع عبر سماعة الحافلة قصة الموقع أو المعلم وتاريخه والرموز التي ارتبطت به، مثل المهندس المعماري أو الفنان الذي أبدعه، أو الشخصية التي مولت أو ساهمت في تمويل البناء أو الإنشاء أو العمل، أو المحتوى من الفنون، أو البرنامج الذي يعرض أو يقام في الموقع... إلخ. وبطبيعة الحال، يقفز أمامي في مثل هذه اللحظات مشاهد للمقارنة، بيننا وبينهم! وأتخيل حافلة من هذا النوع تجوب الرياض أو جدة أو القصيم أو أبها أو الهفوف، باعتبارها مدن تقدم نماذج من الفنون ذات الهوية المتميزة والمختلفة عن البقية، والتي تعبر عن اصالة هذه المنطقة من العالم، حينها احاول أن أستعيد أهم المعالم التي ستقف فيها الحافلة ضمن تلك االمحطات، إضافة إلى المعلومات التي سيسردها المرشد المسجل عبر السماعة، وهذا ما وصلت له: من المعالم الموجودة اليوم؛ والتي تصورتها ضمن أهم تلك المحطات، متحف الكورنيش المفتوح ومعالم جدة التاريخية، مزارع النخيل والقرى المرممة في القصيم، مشروع الري ومسجد إبراهيم وجبل قارة والعيون في الأحساء، المتحف الوطني وقصر المربع وسوق الزل والدرعية القديمة في الرياض.... إلخ. أما المعالم التي أتخيل وجودها مستقبلا؛ المزيد من المتاحف وخصوصا متاحف الفنون، المزيد من القرى والمواقع المرممة والقابلة للزيارة ضمن برنامج متكامل، مواقع مزاولة الحرف التقدليدية، مواقع لمشاهدة الفنون الأدائية السعودية، مواقع لبيع المنتجات السعودية، أعمال فنية سعودية في ميادين المدن... إلخ هل هناك اقتراحات اخرى؟ [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D - أكاديمية وفنانة تشكيلية