رغم الترشيحات الهائلة التي تقف إلى جواره بعد عبوره الرائع لفعاليات الدور الأول ببطولة كأس القارات المقامة حاليا بالبرازيل، يدرك المنتخب البرازيلي لكرة القدم أنه سيواجه تحديا قويا وصعبا للغاية عندما يلتقي منتخب أوروجواي اليوم الأربعاء في الدور قبل النهائي للبطولة. ويبدو المنتخب البرازيلي أعلى كثيرا في المستوى من منافسه من الناحية النظرية كما يخوض فعاليات البطولة على أرضه ولكن المواجهة لن تكون سهلة على الإطلاق أمام منتخب أوروجواي العنيد صاحب الخبرة الهائلة. وقدم كل من الفريقين طفرة في مستواه ونتائجه ببطولة كأس القارات الحالية. وأعفي المنتخب البرازيلي من المشاركة في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل حيث يشارك في النهائيات مباشرة بصفته ممثل الدولة المضيفة. ولم يكن الفريق مقنعا في المباريات الودية التي خاضها في الشهور الماضية ضمن استعداداته لكأس القارات الحالية ومونديال 2014. وتعرض الفريق من قبل لهتافات معادية وصفارات استهجان شديدة من أنصاره خلال المباراة الودية التي تعادل فيها 2/2 مع تشيلي على استاد «مينيراو» بمدينة بيلو هوريزونتي وهو نفس الملعب الذي تقام عليه مباراة اليوم. ولكن الأمور تغيرت كثيرا في الأسابيع القليلة الماضية وتحسن الحال لسكولاري ولاعبيه. وخلال البطولة الحالية، قدم سكولاري فريقا أكثر قوة وصلابة كما ارتقى مهاجمه الشاب نيمار دا سيلفا لمستوى المنافسة والتحدي ليكون قائدا رائعا لهجوم راقصي السامبا. وفي المقابل، فاز منتخب أوروجواي بالمركز الرابع في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ثم فاز في العام التالي بلقب بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) 2011 بالأرجنتين، ولكن منتخب أوروجواي (السماوي) يمكنه الاطمئنان قليلا بعدما استعاد عدد من لاعبيه مستواهم العالي خلال البطولة الحالية. ويبرز من هؤلاء اللاعبين كل من المدافع دييجو لوجانو قائد الفريق والنجم المخضرم دييجو فورلان والمهاجم الرائع الخطير لويس سواريز. ومن الناحية النظرية، حصل المنتخب البرازيلي على راحة ليوم واحد أكثر من منافسه ولكن الفريق البرازيلي قد يكون أكثر إجهادا من الناحية العملية لأن مباراته يوم السبت الماضي كانت أمام المنتخب الإيطالي القوي في صراع على صدارة المجموعة ودفع فيها بعناصره الأساسية ليحقق الفوز 2/4 على الآزوري. ولكن منتخب أوروجواي أراح العديد من عناصره الأساسية في مباراته الأخيرة بالدور الأول التي تغلب فيها على منتخب تاهيتي المتواضع 8/ صفر الأحد. وتثير المواجهات بين المنتخبين دائما ذكريات المباراة المعروفة بلقا «ماراكانازو» الذي أقيم عام 1950 في ريو دي جانيرو والتي كانت المباراة الختامية لبطولة كأس العالم 1950 بالبرازيل. وكان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى نقطة التعادل فقط في هذه المباراة حتى يتوج بلقبه الأول في بطولات كأس العالم ولكنه خسر 2/1 أمام أوروجواي على استاد «ماراكانا» في حضور نحو 200 ألف مشجع ليتوج منتخب أوروجواي بلقب كأس العام للمرة الثانية. وفي خارج الملعب، تبدو التوقعات هائلة رغم أحداث المظاهرات والاحتجاجات التي سادت البرازيل في الأيام الماضية. وأكد المسؤولون أنهم يتوقعون مواجهات عنيفة اليوم الأربعاء بين الشرطة والمحتجين الذين تغيرت سلوكياتهم وبدأ بعضهم في أعمال تخريب.