بات أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني البالغ من العمر 33 عاماً فقط على رأس بلد حوّله والده الشيخ حمد بن خليفة إلى أكبر مصدر للغاز المسال في العالم وإلى لاعب أساسي على الساحة الدبلوماسية العالمية. وتمكن تميم، خلال السنوات الأخيرة من فرض نفسه بشخصيته القوية مستندا إلى ثقة والده، والشيخ تميم خريج مدرسة ساندهيرست العسكرية البريطانية الشهيرة، وله زوجتان وست أبناء، سن الكبرى بينهم سبع سنوات. أما نجله الذكر الأكبر فيبلغ من العمر خمس سنوات. وكولي للعهد، كان الشيخ تميم يتولى قيادة القوات المسلحة بالنيابة عن والده، ورئاسة اللجنة الأولمبية كما أنه نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، إضافة إلى أنه شغوف بالرياضة ويشرف على ملف مونديال العام 2022 الذي تستضيفه قطر. ويعشق الشيخ تميم التراث والإرث الثقافي الخليجي وقد بنى لنفسه قصرا تراثيا ساحرا في الصحراء. ومن المتوقع أن يتزامن تسلم الشيخ تميم زمام الأمور في هذا البلد الذي فرض نفسه على الخارطة العالمية وبات أغنى بلد من حيث دخل الفرد، ومن المفترض بحسب مصادر سياسية ودبلوماسية ومسؤولين قطريين أن يشكل الشيخ تميم حكومة لا يرأسها الشيخ حمد بن جاسم الذي يرأس مجلس الوزراء منذ 2007 ويشغل أيضا منصب وزير الخارجية. وقال المحلل السياسي المتخصص في شؤون الخليج نيل بارتريك إن الشيخ تميم يمسك منذ مدة بملفات سياسية خارجية حساسة، وأن والده جس النبض الداخلي والدولي إزاء إمكان وصول ابنه إلى منصب الأمير أو على الأقل ليتولى منصب رئيس الوزراء النافذ. من جهته، قال مصدر دبلوماسي غربي أن الشيخ تميم تسلم تدريجاً الملفات الأمنية والعسكرية والخارجية خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية. وذكر هذا المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه أن تميم قوي الشخصية تمكن من فرض نفسه ضمن الأسرة، خصوصا أنه لم يكن ولي العهد الأول ولا الخيار الأول لولاية العهد. وللشيخ تميم إخوة أكبر منه سنا بما في ذلك من أم أخرى. وبحسب المصدر الدبلوماسي، يتمتع تميم بعلاقات ممتازة مع الغرب، خصوصا مع واشنطن وباريس، وهو من محبي فرنسا والثقافة الفرنسية شأنه شأن والده، كما أنه أيضا يتكلم الفرنسية بطلاقة.