أمضيت عشية الأربعاء الفائت مع سمو أمير منطقة الباحة الأمير مشاري بن سعود في مزرعته الخاصة بالرياض.. عبر دعوة كريمة من الصديق الإعلامي المعروف يحيى الأمير.. مقدم برنامج «صاحب قرار».. بعد انتهاء البرنامج أمضينا -يحيى الأمير وعبدالله وافيه وعبدالله العثمان وأنا- مع سموه نحو ثلاث ساعات في حديث شفاف للغاية أجزم أنه كان موازياً للشفافية التي اتسم بها حديثه على الهواء.. قلت في مداخلتي عبر اللقاء التلفزيوني وفي الحديث الخاص معه أن أهالي الباحة يبادلونك الصدق بالود والدعاء سمو الأمير.. ويعلقون آمالهم على همتك التي رأوا ثمارها منذ أن قدمت إلى المنطقة ويأملون أن تتحقق أمانيهم التي طال انتظارها في وقت قريب.. توقف سموه كثيراً أمام مشكلة تأمين المياه وكشف عن جهود صادقة ومخلصة لاحتوائها.. مثلما كشف عن خذلان رجال الأعمال بوجه عام للقيام بدورهم تجاه إنماء المنطقة اقتصادياً وسياحياً.. مركزاً على أرباب المال والأعمال من أبناء المنطقة حين لم يتفاعلوا كما ينبغي مع متطلبات الأرض والإنسان والمستقبل في الباحة.. أيضاً أشار إلى المشاريع الصناعية التي تنتظرها المنطقة عبر منطقتين اقتصاديتين إحداها في السراة والأخرى في منطقة تهامة.. كما ألمح إلى خطط لمشاريع صحية قائمة أحدها المستشفى الجامعي.. تحدث سموه بيقين عميق عن انتماء أبناء المنطقة ووطنيتهم المخلصة وعن إعجابه بملكاتهم الإبداعية جمالياً وأدبياً وفكرياً.. ولخص إشكالية المنطقة بصورة عامة في ثلاثة محاور أولها ضرورة وجود مشاريع حكومية جاذبة مثل المدن العسكرية والمصانع العملاقة ونحوها.. تليها أو تتوازى معها وجود مشاريع اقتصادية تجارية تنهض عبرها مقومات السياحة والجذب الجماهيري.. ثم يأتي دور أبناء المنطقة عبر عقولهم وسواعدهم ومبادراتهم مرافقة للمحورين المتزامنين السابقين.. سموه عبر عن إعجابه الشديد بجمالية المنطقة وروعة سحر غاباتها الطبيعية.. هنا داخلته بسؤال عن إمكانية استثمار سدود المنطقة سياحياً ومنها سد قرية وادي الصدر التي أنتمي إليها.. فقال: زرت وادي الصدر وأعجبت كثيراً بموقعها وبسدها الجميل.. كما أن المنطقة غنية بسدود رائعة أخرى.. لكن أين ينام السائح عندما تغيب الشمس!! في إشارة إلى ضعف المرافق الإيوائية من فنادق وشقق ونحوها.. بيقين متجرد وعميق.. شعرت عبر ذلك اللقاء الذي امتد نحو خمس ساعات.. بقرب ونقاء الإنسان مشاري وصدقه وإخلاصه وتفانيه نحو كل ما يحقق أحلام الباحة إنساناً ومكاناً وجزءاً وطنياً أثيراً يكمل مع بقية الأجزاء وحدة الوطن التنموية والبنائية.. [email protected] سكرتير التحرير الثقافي بصحيفة الجزيرة