قلت أكثر من مرة إن إيران تستخدم المذهب الشيعي ليس حبا في المذهب ولكن لأهداف سياسية، فها هو حسن نصر الله يؤكد ذلك بتدخله العسكري في سوريا وقتله السوريين أطفالا وشيوخا ونساء وهدم المنازل وحرق الأخضر واليابس لأنه اتخذ قراره فهو (مع غزية إن غوت وإن ترشد غزية يرشد!) ولكن متى رشدت غزيته؟! حسن نصر الله دخل إلى الأراضي السورية نصرة لبشار ضد الشعب السوري الذي لن يسامح إيران ولا الحزب على ما فعله ويفعله من جرائم، ودخول حزب الله الأراضي السورية هو إعلان عن فتح الغطاء عن مجاري الطائفيه النتنة! تدخل الحزب في شؤون دولة أخرى وقتل شعب آخر دون خطر يتهدده لا يعني إلا تفجيراً للمذهبية وانتصاراً لها! وإطلاق الفتاوى وتسيير قوافل المجاهدين من العراق لحماية مراقد السيدة زينب! وما صاحبه من دعاية سياسية يصب في تأجيج الطائفية التي أشعلها بشار وجيشه! كانت الثورة السورية كغيرها من الثورات العربية ثورة شعب ضد رئيس كما حصل في مصر أو ليبيا أو تونس واليمن! لكن تدخل إيران وحزب الله وقوافل المجاهدين من العراق حوّل الصراع من صراع بين شعب ورئيس، إلى صراع مذهبي طائفي لم تكن الشعوب العربية ولا الأمة الإسلامية بحاجة إليه في هذا الوقت! لكن الإيرانيين بدون تأجيج هذا الصراع واستخدام مخلب حزب الله لن يستطيعوا الحفاظ على المحمية السورية التي توفر لهم جسرا إلى لبنان وحزب الله.. إيران لم يكن من المتوقع أن تسكت وهي ترى بشار يتهاوى تحت ضربات الجيش السوري الحر! المشهد المحزن الذي يحدث على الأرض السورية وهو مرشح لمزيد من التطور وهو تكرار لمشهد قديم (أبيض وأسود) عندما تقاتل العرب الغساسنة والمناذرة، فالمناذرة هم العرب الذين تحالفوا مع الروم والغساسنة تحالفوا مع الفرس!! فالفرس منذ القدم يستخدمون العرب لتحقيق أجنداتهم السياسية مما اضطر عرب آخرون للتحالف مع روم هذا الزمان! فما أشبه الليلة بالبارحة. الآن وبسبب المخطط الإيراني يتقاتل العرب القادمون من لبنان والقادمون من العراق مع السوريين الذين يريدون أن يتخلصوا من رئيسهم وهذا منطقي، شأن داخلي يخصهم! ولو لم يكن هناك من تدخل للفرس لم تتطور الثورة الداخلية لتصبح حربا بالوكالة وحربا بين العرب على أرض سوريا.. كتبت إيران سيناريو المشهد ولكنها لن تسيطر أبداً على نهايته بعد أن دارت كاميرا الحرب وفضحت كاميرا النقل المباشر من ارض المعركة ما فعله حزب الله من أجل إيران ونصرة للطائفة، ولم يكن من الممكن أن نرى حزب الله يقتل الشعب السوري وأن يكون طرفا في الحرب لو لم يكن شيعيا (إيرانيا) يحارب من أجل المذهب الذي تتستر خلفه السياسة الإيرانية التوسعية.. إنها ما يحدث في سوريا هو صناعة إيرانية بامتياز لنجد أنفسنا أمام مشكلة تضاف إلى مشاكل العرب الكبرى! توسع فيها الخرق على من يريد أن يرقع ثوب الطائفية الذي هو الآن أكبر خطر يهدد استقرار بعض البلدان العربية، وفي كل مرة أبحث عن إيران وفتاويها وأموالها ومخططاتها وطوابيرها من اليمن للبحرين إلى سوريا والعراق، وربما دول أخرى قريبا تنتظر دورها، لا أحد يدري متى تدور كاميرا النقل المباشر لتكشف للمخدوعين المزيد من ملامح وجه السياسة الإيرانية القبيح. [email protected]