أكمل تعيين نادي مانشستر سيتي لمانويل بليجريني مدرِّبا للفريق يوم الجمعة أكبر عملية تغيير في صفوف مدرِّبي الأندية الكبيرة بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، حيث تستعد أربعة من بين الأندية الستة الأولى في ترتيب الموسم الماضي لبداية عهد جديد عندما ينطلق الموسم الجديد في منتصف أغسطس المقبل. ويتصدر جوزيه مورينيو القائمة وهو يأمل في أن يثبت خلال فترته الثانية مع تشيلسي أنَّه لا يزال «الاستثنائي» فيما قبل ديفيد مويز بما اعتبره كثيرون «مهمة مستحيلة» بعد خلافته للمدرِّب المعتزل اليكس فيرجسون في تدريب مانشستر يونايتد الفائز باللقب، بينما تتمثل مهمة بليجريني في تحديث صفوف سيتي وصيف البطل. وحصل الإسباني روبرتو مارتينيز الذي نال لقب كأس إنجلترا لكرة القدم مع ويجان اثليتيك في مايو أيار الماضي على فرصته أخيرًا لتطبيق أسلوبه المعدل مع فريق كبير، حيث اختار أن يحلُّ بديلاً لمويز في تدريب ايفرتون. وسيكون هناك شعورٌ بالحميمية في شمال لندن عندما يسعى ارسين فينجر الذي بات الآن أطول المدرِّبين بقاء مع أحد أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لإنهاء مسيرة قاحلة استمرت ثماني سنوات مع أرسنال بينما سيسعى اندريه فيلاس بواش مدرِّب توتنهام هوتسبير للبناء على الأداء القوي الذي قدمه في موسمه الأول. وسيكون مورينيو والتشيلي بليجريني ومويز في إطار دائرة الضوء لأسباب مُتعدِّدة. وعقب تدشينه أول موسم تدريبي له في إنجلترا وادعائه أنَّه «الاستثنائي» مع تشيلسي عام 2004م بات مورينيو في واجهة الأحداث بفوزه بأول لقب للدوري مع تشيلسي خلال 50 عامًا في أول موسم له. وبالرغم من فوز الفريق بلقب آخر للدوري الإنجليزي ولقبين لكأس رابطة الأندية الإنجليزية ولقب كأس الاتحاد الإنجليزي بعدها إلا أن مورينيو دخل في خلاف مع رومان إبراموفيتش مالك الفريق وترك النادي اللندني عام 2007م. وبعد أن ظهرت عليه علامات الخبرة والنُّضج على مرِّ السنوات ظهر مورينيو (50 عامًا) بشخصيَّة أكثر تواضعًا عندما أعلن تشيلسي بِشَكلٍّ رسميٍّ تعاقده معه في وقت سابق هذا الأسبوع. فقد سعى مورينيو للتقليل من حجم التوقعات بالإعلان عن أن تشيلسي سيفوز بلقب الدوري في الموسم الثاني له مع الفريق وليس الموسم المقبل. وقال مورينيو «لن نحققه (الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم المقبل) لكن إذا أظهرنا تطوَّرًا في المستوى وإننا نسير في الطَّريق الصحيح فإنني اعتقد أننا سنكون الأبطال في الموسم التالي وهذه ليست محاولة لإضفاء الإثارة على الموقف. ويُعدُّ تشيلسي من أبرز المرشحين للفوز باللقب الموسم المقبل وعلى الرغم من تعليقات مورينيو التي تقلل من فرص الفريق فإنَّ الجماهير تنتظر بترقب لأول «لحظة لمورينيو» مع الفريق. وسيحل مويز الذي لم يفز بأيِّ لقب خلال 11 عامًا مع ايفرتون في المقابل بديلاً لمدرِّب نال 13 لقبًا للدوري الإنجليزي الممتاز مع يونايتد خلال 26 عامًا حافلة بالألقاب تولى فيها تدريب الفريق الذي سيستشعر الجميع تأثيره على كافة مستويات النادي ولسنوات مقبلة. وسيكون الحدّ الأدنى بالنِّسبة لمويز هو الحفاظ على مسيرة الفريق نحو نيل الألقاب إلا أن فرض شخصيته على النادي وإظهار قدرة مشابهة لفيرجسون على إبرام صفقات مميزة سيكون تحدِّيًّا موازيًّا. وتحت قيادة المدرِّب السابق روبرتو مانشيني خاض سيتي مسيرة ضعيفة لم يتمكَّن خلالها من الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي واخفق على الصعيد الأوروبي وأنهى الموسم بالخسارة في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام ويجان. وعانى مانشيني في بعض الأوقات للإبقاء على كافة عناصر الفريق التي اشتراها النادي بمبالغ طائلة ضمن التشكيلة الأساسيَّة ودفع الثمن لإبرامه صفقات ضعيفة الصيف الماضي عندما أفلت روبن فإنَّ بيرسي من بين يديه لينتقل إلى يونايتد ليدعمه بخبراته التهديفية. ويعرف الجميع في إسبانيا قدرات بليجريني التدريبيَّة ومهاراته في خلق الدوافع. وحقَّق بليجريني نجاحات مع فياريال وملقة في إسبانيا وسيخوض المدرِّب التشيلي اختبارًا قويًّا مع سيتي الموسم المقبل.