حينما يرتقي الحديث لمقام سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله عمره وأدام عزه- فإن جوانب هذا الحديث تتشح بوشاح الشرف، والعز، والسؤدد، والمروءة، عن الحاكم، والقائد، والإنسان، والأديب، والمثقف وقبل وبعد هذا من أحبه الناس وبادلهم المحبة والتقدير في كل المواقف من موقعه، ومكانته على كل الصعد، ولأن سموه الكريم مدرسة في الرجولة الحقة نهل منها الجميع إدارياً، وسياسياً، واجتماعياً، وإنسانياً، يضاف لكل ذلك حكمته وبصيرته النافذة ودقته المتناهية ونبله ورقيه في تعاطيه مع الآخر كل هذه الجوانب مجتمعة وثقها الشعر فصيحه وشعبيه، والإشارة هنا لبعض النماذج هي على سبيل -المثال لا الحصر- (لأمير الوفاء وهو المسمى الذي أطلقه على سموه سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله-) يقول الأديب الشاعر الشيخ عبدالله بن خميس -رحمه الله- في مقام سمو سيدي ولي العهد الأمير سلمان -أطال الله عمره وأدام عزه-: فَسَمَتْ لِ(سَلمانَ) الجواد وإنَّهُ لأَبَرُّ منْ تَسْمُو إليهِ، وأجْدَرُ فيه تَلاَقَى المجْدُ مِنْ أطْرَافِهِ نَفْسٌ مُهذَّبَةُ الْخِصَال وَعُنْصُرُ وَذَكَاءُ قلْبٍ ما تَلَجْلَج خاطِرٌ في النَّفْسِ إلاَّ كادَ عَنْهُ يُخْبِر هِبَةُ الزَّمانِ إلى الأَوان وإنَّه في خاطِر التاريخ سِرٌّ مُضْمَر ولأن جوانب شخصية سموه (المتفردة) تُشكِّل اعتزاز كل مواطن سعودي بولي أمره وحاكمه وقائده الذي وهبه الله ما لم يهبه لغيره في سمات يشهد لها كل -منصف- فإن الشعر تضيء أحرفه بسيرة وفاء سموه مع الجميع ومن ذلك موقف وفائه الكبير ومرافقته لسيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- في فترة مرضه خارج الوطن. يقول الشاعر ناصر بن علي شتوي: وقوفك جنب أخوك مرافقٍ مدَّه وهو مهموم يعد أكبر شرف وأكبر وفاء للَِّي تفهّْمها وجلوسك طول هالمدَّه وعينك ما هنت بالنوم توضِّح خوةٍ بين الاخوان الله يسلّمها وقد ارتبط -الطيب- في شخص سمو ولي العهد منذ سنوات طويلة في نماذج الشعر على مستوى الخليج وهاهو الشاعر الكويتي مرشد البذال -قبل ما يربو على خمسين سنة- يقول في مقام سمو ولي العهد سيدي الأمير سلمان -حفظه الله-: إن طاب سلمان فعل الطيب قسمٍ له طيبه مواريث من خال وجدَّانِ سلمان شيخ نشا في عقل ومروَّة (توه شبابٍ وتسمع منه شيبانِ) يعيش من صار ملبوس الشرف ثوبه كساه لبس الشرف والعقل رحمانِ تبع مشاريع أبوه وشرع جدَّانه في طاعة الله وجنب كل طغيانِ ثم أن أفضال سمو سيدي ولي العهد الأمير سلمان على الحراك الثقافي لا تعد ولا تحصى وعلى وجه الخصوص الحراك الأدبي الذي تشمل الشعر جزئيته من ذلك دعمه المتمثل بمهرجان شعبي كبير كان يقام لمدة خمسة أيام دأبت جامعة الملك سعود (جامعة الرياض سابقاً) على إقامته وكان يشترك به شعراء الرد والنظم وقد شارك الشاعر عبدالله السلوم -رحمه الله- بها في ندوة وافتتحها سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عام 1401ه وقال الشاعر عبدالله السلوم مجسداً مواقف سموه في هذا الشأن: يا شيخ ياللِّي في حضورك رجاها ما به عقب جيّتك حاجات وحسوف إلى أن قال: من دوحةٍ شمّا يذرِّي ذراها ياما لجا فيها محاويج وضعوف أبوك قبلك من حنانه عطاها حتى غدت جنه عقب جوعٍ وخوف أمَّن جوانبها ووسَّع نحاها يلجا بها منهو من الوقت مصدوف ومن الشعراء الذين صوروا بعض جوانب مقام شخصية سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز بما حباه الله من تفرد توثقه المواقف في الزمان والمكان (والناس شهود الله في أرضه) الشاعر خلف بن هذال العتيبي حيث يقول: عنِّز على سلمان غيث المفاليس عن واجبه ما قط سلهم بالأرماش شيخٍ برز ما صدّ خلف الكواليس ركن وحجا وحماه ماهوب يِنَّاش شيخٍ على الكظمات ما جوّد الكيس ينفق ويرمي بالصحن حيل وأكباش إلى أن قال: شيخٍ يركِّب للمراجل متاريس أشد من تركيب مدفع ورشَّاس سلطان نجد عن العبث والحساحيس اليا انهزم عن واجبه بارد الجاش سلطان نجد ملبّس الحكم تلبيس تاج الشرف في وجه أبيض من الشاش أيضاً يقول الشاعر سعد بن جدلان في مقام سمو سيدي ولي العهد الأمير سلمان حفظه الله: طوّل الله في بقاه ومدّد الله في سنينه الخصال الطيبة في شيخ أهل نجد العذيّه شايل الحمل الثقيل ومعتق النفس الرهينه بالدليل وطايعٍ ربّه ومتّبعٍ نبيّه ولأن القصائد الجزلة التي جسدت بعضاً من مروءة سموه ومواقفه ونبله سائرة بين الناس فقد ردد الجميع بيت من الشعر هو أشهر -من نار على علم- للشاعر سعد الهماش القحطاني -رحمه الله- في مقام سمو سيدي ولي العهد الأمير سلمان -أطال الله عمره وأدام عزه- وهو: كلٍ يقول معزّبي شيخ وأقول الشيخ والله شيخ أهل نجد سلمان