دعا خبير دولي إلى وضع خطة خمسية لتطوير المهرجانات السياحية في المملكة، مع الإعداد الجيد لفعالياتها، إلى جانب إستراتيجية عامة تسير تبعاً لها، واستخدام أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة، مطالباً بمشاركة فاعلة للشركات وخصوصاً المصارف في دعم هذه المهرجانات، لافتاً إلى أهمية استهداف الشباب ومشاركتهم. وقال ويليام أوتول مستشار تطوير الفعاليات لدى الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال الجلسة الأولى بالملتقى السعودي لصناعة الفعاليات بعنوان «تطوير صناعة الفعاليات» والذي نظمته الهيئة أمس في الرياض وتضمن إطلاق فعاليات صيف السعودية للعام 1434ه-2013م، أن الدول تساند صناعة الفعاليات لما لها من أثر وعائد اقتصادي مربح، ولكنها في الوقت ذاته تعلق نشاط بعضها عندما لا تلقى قبولاً شعبياً. وحول أساليب اختراع وابتكار فعاليات جديدة، أكد الخبير الدولي أن الفعاليات لها مقاييس عامة يجب الالتزام بها والاستفادة من التجارب الدولية، وإن كانت أبرز الأفكار تنبع من الداخل فهناك العديد من الأحداث الخاصة في السعودية مثل مهرجان العسل في الباحة، موضحاً أنه من الضروري أن تكون الفعاليات والاحتفالات في المملكة جاذبة للجمهور للبقاء في الداخل وعدم الخروج بكثافة للسياحة في الدول المجاورة، وذلك من خلال تميزها وتفردها مع الابتعاد عن التكرار في الفعاليات التي تقام في المناطق المجاورة. وبين أن ابتكار فعاليات جديدة يعتمد على الثقافة والتوجه المحلي لسكان كل منطقة، مشدداً على أهمية وجود الحماس في تنفيذ الفعاليات وإلا فقدت بريقها، مع استخدام التقنية الحديثة، والتركيز على التراث الشعبي وبيع الأشياء التقليدية والقديمة، وطالب بأن يتم اختبار الأفكار قبل تنفيذها، وإذا نجحت تطبق كفعاليات على نطاق أوسع، مع ضرورة وجود تواصل بين صناع أفكار الفعاليات، ودعم تلك الفعاليات وإقامتها على مدار طوال العام، وإيقافها وعمل أفكار جديدة كل فترة. من جهته، أشار الدكتور عبدالله السويد وكيل إمارة منطقة جازان إلى أن جازان شهدت خلال السنوات القليلة الماضية نقلة حضارية شاملة، وأصبحت منطقة جاذبة، ومن أهم مناطق المملكة تجارياً وسياحياً، مبيناً أن هامش الربح في المشاريع بجازان كبير بسبب قلة المتنافسين في السوق، وأنهم في سبيل ذلك ركزوا في إمارة المنطقة بدعم عدد من الجهات ومنها الهيئة العامة للسياحة والآثار على تطوير القرية التراثية والساحة الشعبية والعين الحارة وغيرها من المواقع. ولفت إلى أن مجلس التنمية السياحية يسهم في تطوير المنطقة. من جهته قال عبدالله المرشد المدير العام لإدارة البرامج والمنتجات السياحية المكلف في الهيئة العامة للسياحة والآثار، فأكد أن الهيئة تسهم في تسهيل الكثير من الأمور المرتبطة باستقدام الفرق المشاركة في تنظيم الفعاليات، ولكن بشرط لأن يتم التحضير لها مسبقاً في وقت كاف. مبيناً أن التصاريح الخاصة بإقامة الفعاليات تتم من خلال إمارات المناطق، وإن كان هناك بعض الجهات صاحبة الاختصاص في بعض الفعاليات مثل المهرجانات الشبابية والرياضية أو الثقافية فمن الضروري الحصول أولاً على تصريح منها ثم موافقة الإمارة. وقال: «هناك تركيز من قبل الهيئة على تسويق المنتجات اليدوية وأعمال الأسر المنتجة، وبخاصة من خلال برنامج «بارع»، مع الاعتماد على مشاركة المجتمع المدني، إذ إنه عامل مهم جداً لنجاح الفعاليات»، وبين أن هناك معايير واضحة للفعاليات وهي تحقيق المتعة لسكان المنطقة وزوارها بجانب العوائد الاقتصادية منها، مشيراً إلى أن الهيئة تسعى لعمل الفعاليات ذات الأثر الاجتماعي، وإبراز الابتكارات في المنتجات والحرف اليدوية، والأنشطة المرتبطة بتاريخ وثقافة المملكة. وأوضح الدكتور عبدالعزيز النقيدان مدير عام إدارة الاستثمارات بأمانة منطقة القصيم أنه ولتطوير المهرجانات التراثية بالقصيم تم عمل فرقة لاستطلاع تجربة مهرجان تراثي في جمهورية إيرلندا، إذ إنه يسوق منتجات التراث والحرف اليدوية بصورة مميزة، مع تقديم عروض خاصة ومباشرة من تلك الحرف، ومبيناً أنهم استفادوا من المهرجان الأوروبي في ناحية أهمية تطوير المهرجانات والأسر المنتجة وتسويق المنتجات.