في تحول عن النظرة التقليدية لحزب الله اللبناني، باعتباره قوة عسكرية مناكفة لإسرائيل كما يزعم مؤسسوه، وصف وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة، أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، بأنه: إرهابي، يعلن الحرب على أمته»، ونقلت وكالة أنباء البحرين «بنا» عن الوزير في تغريدة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن: «إيقاف نصر الله، وإنقاذ لبنان من براثنه واجب قومي، وديني علينا جميعا»؛ ليضع النقاط على الحروف ضد عصابات حزب الله، التي قدمت أبشع صورة، يمكن للإرهاب أن يتمثلها؛ حتى وإن حاول الحزب إيجاد ذرائع غير موضوعية تغطي أخطاءه الفادحة. اليوم، لم يعد حزب الله اللبناني بحاجة إلى استخدام مبدأ التقية، فقد أظهر كثيرا مما كان يبطنه من العداء، والحنق، والبغض لأهل السنة. وما خطاب حسن نصر الله قبل أيام، الذي اعترف فيه، بأن «ثلة من مقاتلي الحزب يشاركون في القتال في سوريا»، متعهدا بالنصر في معركة سوريا، قائلا: «نحن صناع انتصارات معركة سوريا، نحن أهل، ورجال معركة القصير، وصناع انتصاراتها»، إلا دليل على امتداد عقلية ساسته التوسعية في إيران، والعمل على تحقيق مشروع الدولة الصفوية الاستعمارية، نحو أكبر من ذلك بكثير. إن ضرورة تمحيص النظر إلى خلفية الحزب المذهبية، والطائفية، والتي نادى بها العارفون ببواطن الأمور؛ نتيجة التضليل الإعلامي العاطفي، القائم على الإكبار، والإجلال، فكان أن تحرك المتلقي تبعا لمراد الموجه؛ لانخداعهم في عقائدهم، وأفكارهم، قد اختفت في فترة مضت مع القضايا الكبرى، والتي حدثت على أرض الواقع؛ لكنها اليوم أصبحت منطقية؛ لاعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، كونه يمارس استفرادا بالقوة العسكرية، واستبدادا بصنع القرار السياسي، بعيدا عن الدولة التي تحكمه. ولذا فإن الطبيعة الدقيقة للروابط العملياتية بين الأنشطة الإجرامية، والقضايا الإرهابية، تستدعي إدراج منظمة حزب الله اللبنانية، والمدعومة من إيران في قائمة الإرهاب. من جانب آخر، فإن العمل على التفرقة بين الحزب، وجناحه العسكري غير مقبول؛ لأنهما غير منفصلين واقعا وتحقيقا . وعندما يعمد الاتحاد الأوربي إلى إدراج الجناح العسكري للحزب ضمن المنظمات الإرهابية، فهذا لن يكون له أثر على مجريات أحداث الأزمة السورية، وهو ما اعتبره مدير مركز آسيا، وأفريقيا للدراسات السياسية البروفيسور أودو شتاينباخ، بأن يمثل: «ورقة توت لجأ إليها الأوروبيون؛ لستر عجزهم الفاضح عن التدخل الفعال؛ لإيقاف المجزرة المتواصلة في سوريا». خلاصة القول: إن مشاركة عصابات نصر الله، سيوسع نطاقات التوترات الطائفية، وسينقل التداعيات الإقليمية الخطيرة من سوريا إلى لبنان؛ لتشكل ساحة صراع لإيران، وسوريا على أرضه، وهو ما يتطلب ضرورة العمل على إعادة انتشار الجيش اللبناني على حدود لبنان الجنوبية، وتنفيذ القرار رقم 1559، القاضي بنزع سلاح حزب الله. [email protected] باحث في السياسة الشرعية