في الآونة الأخيرة أصبحت اللغة العربية اللغة الأم لدينا ركيكة يدخل فيها الكثير من مصطلحات اللغات الأخرى، والغالب من الدخيل علينا اللغة الإنجليزية فلقد طغى على فئة الشباب في تبادل أطراف الحديث بينهم أنه يتخلله الكثير من العبارات الدخيلة، بالجانب إلى الجيل الجديد الناشئ قد يستعجب من بعض الكلمات التي قد يتلقاها من من أكبر منه سناً، فهنا يواجه مشكلة في الفهم والطرف الآخر يجد صعوبة أحياناً في إيصال المعنى لمستوى فكر ذلك (إلا من رحمه الله). السؤال هنا لماذا نجد فخراً حينما نتحدث بلغة غير لغتنا العربية وننظر نظرة دونية لمن لا يحمل لغة أخرى وننعته بالمتخلف الذي لا يملك حضارة؟! أأصبحت الحضارة التجرد من لغتنا وقيمنا وجذورنا في سبيل التعايش مع حضارة أخرى بمفهوم التحدث بلغة مخالفة! عندما نرى أبناء اللغات الأخرى أينما كانوا يحافظون على أساس لغتهم ملمين بها ويسيرون اتجاه الحضارة والتقدم، ولا مانع أن يتطرقوا إلى لغة أخرى إذ استدعى الأمر ذلك لكن تحت خط الحفاظ على الأصل، لماذا لم نكتسب منهم هذه الصفة أم أننا نأخذ ما نريد ونترك الأهم! وهل أصبح التعليم لدينا الآن مهتماً بترسيخ مبادئ لغات أخرى! أم أنه لم يعد يوجد تعليم يثبت عروبتنا قبل أي شيء؟!! نعم نحن نريد أن يكسب أبناؤنا العلوم والمعرفة من شتى الأطراف فيما يكون له مردود إيجابي لذاته والمجتمع والوطن، لكن هذا لا يعني أنه حينما يذهب مثلاً إلى الدراسة خارجاً يكتسب لغة أخرى وينسحب شيئاً فشيئاً عن لغته الأم، لغتنا هي لغة القرآن الكريم قبل أي شيء آخر وهذا كفيل بأن نفخر بالعربية. لا نريد العودة إلى العربية في العصر الجاهلي بألفاظه الوحشية، فقط نريد أن نعتز بالعربية وحروفها ورسمها، فحينما تحولت الألفاظ من العربية إلى الإنجليزية المعربة أو ما يطلق عليه الشباب (الأربينز) فهم يبررون ذلك بأنهم يتحدثون العربية لكن بطراز إنجليزي! أهذا هو فخرنا بلغتنا؟ كم هو رائع أن يكون لديك لغة وثقافة أخرى، لكن هذا لا يعني التنازل عن الأصل والأساس لديك، لنصلح الموجود ونحافظ عليه ولا ننتظر أكثر لنفقد المزيد، وقد قال صادق الرافعي: أنترك الغرب يلهينا بزخرفه ومشرق الشمس يبكينا وينتحب وعندنا نهر عذب لشاربه فكيف نتركه في البحر ينسرب وأيما لغة تنسي أمر لغة فإنها نكبة من فيه تنسكب يجب أن لا نسمح بتدهور لغتنا أكثر من ذلك، فالمردود علينا سلبي، وكما تؤثر علينا اللغات الأخرى لنؤثر نحن أيضاً عليهم بلغتنا.