هي كبرى شقيقات الملك عبد العزيز، مؤسس الدولة السعودية المعاصرة. واشتهرت بدورها الإيجابي في حياته؛ فكان لها مكانة خاصة في نفسه، يكن لها كثيرا من المودة والتقدير، ويقر لها بكثير من الفضل، وكانت كذلك موضع سره، يستشيرها في كثير من الأمور. اتسمت الأميرة نورة بقوة الشخصية والشجاعة وبعد النظر، فهي التي ساندت أخاها الملك عبد العزيز، ودعمته بروحها القوية عندما عزم على استعادة ملك آبائه وأجداده. وحسبما تذكر المصادر المتاحة فإن الأميرة نورة بعد أن أخفق شقيقها عبد العزيز في محاولته الأولى، ظلت تقوي عزيمته وتشحذ همته وتحفزه على تكرار المحاولة، وتطرد عنه اليأس والتخاذل؛ حتى تحقق له النصر. واستمرت داعمة لأخيها خلال مرحلة تأسيس الدولة وتوحيدها، حيث كان لها دور إيجابي في مساندته عبر ما تقدمه من مؤازرة معنوية وعملية، فقد كان يفضي إليها ببعض أسراره، ويقبل شفاعتها، كما كان يستعين بها في معالجة بعض الأحداث السياسية من خلال النساء اللاتي تربطهن صلات قربى بشيوخ القبائل أو ذوي السلطة، كما في حادثة نساء آل رشيد اللاتي حملن إلى الرياض بعد ضم حائل، فقد كلفها وهي في حالة النفاس، بالخروج لاستقبالهن واستضافتهن وإكرامهن. كذلك كان الملك عبد العزيز يسند إلى الأميرة نورة مسؤوليات الإشراف على شؤون العائلة؛ فكانت هي التي تدير القصر، وتحل مشكلاته الداخلية، كما كان يكلفها بمهام استقبال زائرات المملكة، سواء من النساء الأجنبيات أو نساء بعض الأسر الحاكمة في شبه الجزيرة العربية. وقد استطاعت الأميرة نورة أن تؤدي كل تلك الأدوار بنجاح أكسبها مزيدا من ثقة أخيها الملك وتقديره لها. أما سماتها الشخصية، فإضافة إلى الشجاعة وبعد النظر اللتين ذكرناهما سابقاً، فقد تميزت بسمات أخرى كان من أبرزها الذكاء والفطنة، وقد تعلمت القراءة والكتابة في عصر كان من النادر فيه وجود المتعلمات من النساء، وكانت تقدر التعليم وتدرك أهميته في هذه الحياة، وقد عرف عنها أنها كانت تحث الصغار على التعلم؛ وتخصص مكافآت تشجيعية للذين يختمون القرآن منهم. وتذكر إحدى حفيداتها أنها كانت حريصة على تعليمهن؛ وكانت تحضر لهن (مطوعات) يعلمنهن القرآن الكريم. وإلى جانب ذلك اتصفت -رحمها الله- بالورع، والتواضع، والكرم، والحدب على الفقراء والمساكين. لقد وصفت الأميرة نورة بأنها من «أهم الشخصيات في الجزيرة العربية»، ولقبت كذلك ب»السيدة الأولى» في بلدها». تزوجت من الأمير سعود بن عبد العزيز بن سعود بن فيصل بن تركي الملقب ب «سعود الكبير» وأنجبت منه ثلاثة أولاد هم محمد والجوهرة وحصة. انتقلت إلى رحمة الله عام 1369ه- 1950م في مدينة الرياض، ودفنت فيها ([1]).