الزلفي «المحافظة» ليس بالوسع جهلُها، مدينة يشفع لها، تاريخها وموقعها الجميل، هي من حيث الموقع، بين مسارين جغرافيين، لهما اسمهما المحفور في أسفار الجغرافيا، وأعني بهما، سلسلة جبال طويق التي تحد المحافظة من جهة الشرق، والثاني نفود الثويرات التي تحدها من جهة الغرب، حتى باتا من معالم الزلفي المشهورة، مما حدا باستغلالهما أجمل استغلال، يوم أن صنعت منهما بلدية الزلفي، مطلين رائعين، هما المطل الغربي والمطل الشرقي، أما من حيث التاريخ، فيكفي أن تتذكر «روضة السبلة» وما ارتبط بها من حدث تاريخي معروف ومهم، ما علينا، هذا المقال ليس تعريفاً بالزلفي، فالمعرّف لا يعرّف، وما أكثر ما كتبتُ عنها، وليس بكثير على «ديرتي» والتي كثيراً ما أطلق عليها «بالذهبية» حتى صرتُ جرّاء ذلك، في عقلية البعض «مناطقياً» ولا غرو، فالزلفي - في نظري - تستحق أكثر وأجمل، مما قيل فيها، فيها الكرماء، وفيها العقلاء، وفيها المثقفون، وفيها التجار، وفيها فحول الشعراء وشبابهم، وفيها الرياضيون، وعند هؤلاء «الخبر اليقين» وهو محل مقالي هذا، الزلفي فيها ناديان (طويق ومرخ) والأخير فاز مؤخراً، بشرف حمل اسم المحافظة - رغم تحفظي السابق على ذلك - فبات يعرف بنادي الزلفي، هذا النادي عاش فترة من الزمن في بيتوتة، رغم توفر الإمكانات في محيطه، ومن أهمها مقره الرئيس، وكنتُ في مقالات سابقة ألوم منسوبيه تارة، وألمزهم على سبيل الحث، للالتفات إلى ناديهم تارة أخرى وهدفي هو رفع اسم المحافظة فوق هامة جبال طويق، ويبدو أن مسؤولي هذا النادي وشبابه، أفاقوا من غفلتهم، والتفتوا له بهمة عالية، وشكلوا منظومة متكاملة وملتفة حول بعضها البعض، وعزموا خوض التصفيات هذه السنة، للصعود للدرجة الثانية بعزيمة اللا عودة، للركون والتراجع، وعاشت الزلفي بقضها وقضيضها مع هذا النادي في تصفيات الصعود، وكنا نحن البعيدين عن المحافظة، مع الفريق خطوة بخطوة، يحدونا الأمل بزف هذا النادي العريق لمصاف أندية الدرجة الثانية، كخطوة أولية لما بعدها، إيماناً وإدراكاً منا بأن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، خاض الفريق الزلفاوي غمار هذه التصفيات، وشباب المحافظة يزفه لمنصات التتويج بدعائهم ورجائهم بأن يحقق الله المنى، حتى حانت ساعة الصفر، وانتهت مباراة الزلفي مع مارد بنتيجة كبيرة إيجابية قوامها (5/5) كان الفريق الزلفاوي، السابق بالتسجيل ومارد المطارد له، وبهذه النتيجة نال «البرتقال» بطاقة الصعود، والتي طار بها موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بين مهنئ ومبارك، وباتت الهاشتاقات والتغريدات، ليلة الثلاثاء4-7-1434ه، ليلة عرس زلفاوي خالص ومن نوع خاص، حضره جمع غفير، من عشاق الرياضة من الزلفاويين وأصدقاء الزلفاويين، مهنئين زملاءهم ومحبيهم من الزلفي ومباركين لهم هذا الإنجاز الكبير، ومؤملين صمودهم للصعود لاحقاً لدور (ركا) ومن ثم دوري (جميل) مثالهم في الجد والروح القتالية (نادي الفتح) من الأحساء المتوّج ببطولة الدوري هذه السنة، نحن الزلفاوية بكافة انتماءاتنا، نتمنى لنادي الزلفي الصمود، لبلوغ الهدف الأسمى، وفي الوقت ذاته، نتمنى من رجال أعمال الزلفي وما أكثرهم وتجارتهم (ما شاء الله تبارك الله) أن يقفوا مع هذا النادي في حله وترحاله، لحل أزماته (المتوقعة) من المالية وغيرها، مما جرت العادة عليه، قبل انطلاقة الدوري، كي لا تحدث له (انتكاسة) لا سمح الله، مع تقديرنا للبعض ممن ساهم في دعم معنويات لاعبي الفريق كالأخ حمود الذييب والأخ الدكتور جارالله العضيب وغيرهم ممن لا يحضرني اسمه، نادي الزلفي عندما يصمد ويواصل المسيرة نحو الصعود للدرجات الرياضية القادمة، لا يختزل هذه النجاحات له وحده، بل هي تصب في قالب مصلحة المحافظة وشبابها، يكفي هذا البيات الرياضي الزلفاوي، ردحاً من الزمن، والغير من حولنا حاضر في منافسات الأضواء، وهنا دعوة لكل شباب الزلفي» المحافظة» بأن يقفوا مع أندية المحافظة، وبخاصة «نادي الزلفي» الصاعد، فمع الالتفاف، تنتشي الروح الرياضية، وتنعكس على الأداء وتتحقق الأماني والانتصارات، كما ينبغي الثناء على كل مجتهد بذل عصارة جهده وماله، وتقديم الشكر له، مما يشكّل له دفعاً رباعياً، يجعله يواصل العطاء دون منة وملل، بقي القول، أن كل ما يبذل في هذا الشأن الرياضي هو «من الزلفي إلى الزلفي» وكفى، وهنا تهنئة خالصة مقرونة بتقدير الجهود، أبعثها لنادي الزلفي رئيساً، وأعضاء مجلس إدارة، ولاعبين، وكل محب له بين الجبال الصلبة والرمال الذهبية، وفي كل مكان، بهذا الإنجاز الكروي... ودمتم بخير. [email protected]