وتحدث صالح محمد السويطي عن عفيف وطائرة الملك المؤسس تمتاز عفيف بخاصية لا تمتلكها غيرها من المدن وهي كونها أول مدينة ينطلق منها الملك عبد العزيز بالطائرة وهذا شرف كبير لها من جلالة الملك المؤسس -رحمه الله- ويسترجع أول أمير لعفيف الشيخ صالح بن عبد الله بن حماد ذكرياته عن هبوط طائرة الملك عبد العزيز ويقول: كان ذلك عام 1364ه حيث أتت الطائرة لتقل الملك عبد العزيز من عفيف إلى الطائف وعندما جاءت الطائرة كان في عفيف كعادة جلالته أثناء سفره من الرياض إلى الحجاز والعكس وكانت هذه الطائرة أول طائرة في المملكة وأول طائرة يستقلها جلالته في حياته وهي التي أهديت لجلالته من الرئيس الأمريكي روزفلت. ويضيف: أتذكر أن جلالته قال لي: هل عندك عمال يقومون بعمل مهبط للطائرة؟ فقلت: نعم فأحضرنا بعضًا من أهالي عفيف وخويا الإمارة وعملنا مهبطًا حيث قمنا بمساواة الأرض وتنظيفها من الشَّجر والحجارة، وأتذكر أننا كنَّا في المجلس عند جلالته في الليلة الأولى قبل هبوط الطائرة فقال جلالته: بكرة ناس في السَّماء وناس في الأرض أيّ هناك ناس سوف يستقلون الطائرة إلى الطائف وناس سوف يسافرون بالسيَّارات وكان مع جلالته خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- والأمير بندر بن عبد العزيز.. وسُمِّيت عفيف بهذا الاسم نسبة إلى بئر جاهلي قديم تُسمَّى بئر العود وتقع في وادٍ يشتهر عن غيره من الأودية بكثرة شجر السمر وأطلق على هذه البئر عفيف العود وبدأ البناء لمدينة عفيف عام 1361ه. وتقع وسط المملكة في أعالي هضبة نجد من النَّاحية الغربيَّة على خطّ الرياض مكَّة المُكرَّمة القديم الذي له أكبر الأثَّر في ازدهار الحركة التجاريَّة والثقافيَّة فيها وتبعد عن الرياض 500 كم وعن مكَّة المُكرَّمة 500 كم. وتعد عفيف المركز الإداري لتوسطها لعدد كبير من القرى والهجر تبلغ قرابة 168 قرية وهجرة.