ما إن تحل علينا أيّ مناسبة وطنيَّة إلا ونستشعر معنى الوفاء والولاء لرجل الإنجازات خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- ونعتز بما وصلت إليه بلادنا من تنمية شاملة في كلِّ المجالات والأصعدة مما كان له الأثر الواضح على رفاهية المواطن وراحته.. لا شكَّ ونحن نحتفي بالذكرى الثامنة لبيعة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن تتأصل فينا مشاعر الحب -وهو حال كل فرد من أفراد هذه البلاد- لمليكنا لقربه إلى نفوس الجميع بما يتمتع به من حب للخير ورغبة كبيرة في الإصلاح وبما يعرف عنه من تطلَّع للسير بالبلاد في مضامير الرقي والبناء والتحضر. إن ما نشهده في هذا العهد الميمون من قفزات تنموية كبرى في كافة المجالات ومنها التعليميَّة لهو أكبر دليل على اهتمامه -حفظه الله- ببناء الإِنسان ليكون ندًا قويًّا لِكُلِّ التحدِّيات المستقبلية. لقد اهتم خادم الحرمَيْن الشريفَيْن -أيَّده الله- ببناء العقول فشيّد المدن الجامعية وابتعث عشرات الآلاف من أبنائنا لأعرق الجامعات العالميَّة لإيمانه القوي بأهمية التَّعليم في بناء المجتمعات وانعكاس هذا البناء على تطوّر ورقي الوطن. ومنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- ومن تلاه من الملوك بقيت رفاهية المواطن هي الهمّ والهاجس لِكُلِّ منهم وهو ذات النهج الذي عزَّزه خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز من خلال المشروعات والخدمات التنموية التي تشيد يوميًّا هنا وهناك في جميع المناطق. من يتتبع اهتمامات خادم الحرمَيْن الشريفَيْن في القرارات التي يتخذها يدرك تمامًا أن الشأن المحلي يُعدُّ الهاجس الأول والأخير له -حفظه الله- واهتمامه بتفعيل قوانين الإصلاح الحكومي التي تحارب مظاهر الفساد أيًّا كان موقعه وتطبيق مبدأ الثَّواب والعقاب وأيضًا ترسيخ قيم النزاهة والأمانة. إن ما يملكه خادم الحرمَيْن الشريفَيْن من بعد إِنساني مؤثِّر على المستوى المحلي والإقليمي والدَّوْلي يتَّضح جليًّا في إسهامه الفاعل في الساحتين الإقليميَّة والدوليَّة من خلال تبنيه للعديد من القضايا المهمَّة على المستوى السياسي والدفاع عن مبادئ السَّلام العادلة وحقوق الإِنسان ونبذ العنف والتمييز العنصري وعمله الدؤوب على مكافحة الإرهاب والجريمة وفق سياسة حكيمة تقوم على المنهج الشرعي وتعزيز السَّلام العالمي. وختامًا أسأل الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمَيْن الشريفَيْن الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني الأمير مقرن بن عبد العزيز وأن يمتعهم بالصحة والعافية ويديم على بلاد الحرمَيْن الشريفَيْن نعمة الأمن والأمان والاستقرار. أ.د. محمد بن علي آل هيازع - مدير جامعة جازان