أكد عدد من الأمناء ورؤساء البلديات في المملكة على أن مواقع التراث العمراني لن تنجح وتستمر ما لم تصاحب مشاريع ترميمها بمشاريع لاحقة باستثمارها اقتصاديا وتشغيلها سياحيا. وأشاروا خلال زيارة عمل لهم لمنطقة وسط مدينة مدريد التاريخية التي قامت البلدية بترميمها وتشغيلها استثماريا إلى أن مواقع التراث العمراني متى ما تم ترميمها وربطها بمحيطها المعماري وأعيدت الحياة لها فستكون مواقع جذب سياحي هامة وموردا اقتصاديا وسجلا حيا لتاريخ المنطقة. وكان وفد الأمناء ورؤساء البلديات قد قام بزيارة عمل لاستطلاع التجربة الإسبانية في استثمار التراث العمراني نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار. وتجول الوفد في المنطقة، واستمعوا خلال الزيارة من مسئولين وخبراء أسبان في التراث العمراني عن أساليب وطرق المحافظة على الأحياء التراثية والتاريخية في أواسط المدن وعلاقتها بالنسيج العمراني الذي تقع فيه, وطرق إضافة مبان جديدة دون الإخلال بالتناغم والمظهر العام للمنطقة التاريخية. وفي إطار حديثه ضمن ورش عمل تخللت زيارة لوسط مدريد التاريخي والتي استمرت ساعات، أوضح المشرف على مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة الدكتور مشاري النعيم أن العنصر الرئيسي في نجاح مشاريع أواسط المدن التاريخية في مدريد وعدد من المدن الأوربية هو تحولها إلى مشاريع استثمارية تديرها شركات بعد ترميمها وتأهيلها بحيث توفر هذه الشركات المرافق والخدمات التي تدر عائدا ماليا، وتوفر فرص عمل عديدة، وما لم ترتبط مواقع التراث العمراني بالاستثمار الاقتصادي فلن تنجح ولن تستمر ، وأضاف: هنا في مدريد تحولت مناطق التراث العمراني إلى مناطق جذب سياحي متكاملة بعد ترميمها وتحويلها إلى متاحف ومطاعم تراثية ومتاجر لبيع المنتجات التراثية وهذا سر نجاحها واستمرارها وهذا ما نعمل على تطبيقه في عدد من المواقع في المملكة من خلال الأمناء ورؤساء البلديات المشاركين معنا في هده الزيارة.