حذر فضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء من التصنيفات والتحزبات وإطلاق التهم جزافاً حيث إنها بداية الفرقة وإقصاء الآخر حتى تجد البعض مع الأسف الشديد لا يتورع في اتهام الناس ونعتهم فتجده يقول هذا إخواني وهذا سروري وهذا تبليغي وهذا جامي وهذا صوفي وما شابه ذلك من التصنيفات، وهذا والله هو بداية الفرقة والاختلاف والمسمار الذي ينخر في جسد الأمة الإسلامية واللحمة الوطنية، وهي ما تنسف جهود الإصلاح والدعوة إلى الله -عز وجل-. وقال فضيلته: إن الواجب على المسلم السوي البعد عن التحزبات والتصنيفات والالتزام بمنهج أهل السنة والجماعة، واستقاء مصادر تعاليم الدين الإسلامي من الكتاب والسنة الصحيحة وكلام أهل العلم المعتبرين المعتدلين البعيدين عن الأهواء، مستشهداً في هذا الصدد بحديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: ( افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى كذلك، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة، قالوا من هي يا رسول الله؟ قال ما أنا عليه وأصحابي). جاء ذلك في حديث لفضيلته تناول فيه سمات منهج السلف الصالح في الدعوة إلى الله، وقال: ليس كل اختلاف نقمة ومصيبة، بل إن من الاختلاف ما هو رحمة، وهو ما كان فيه تيسير على المسلمين ولم ينتج عنه اتهام أو إقصاء للآخر ولم يفرق القلوب ويوغر الصدور والدليل تأييده -صلى الله عليه وسلم- لبعض اجتهادات أصحابه في حادثة واحدة ولم يخطئ هذا ولا هذا صلوات الله وسلامه عليه. وبين فضيلته أن من سمات منهج السلف الصالح في دعوتهم إلى الله وتنوعها ما بين فعل وقول وترغيب وترهيب وهذا التنوع بحسب حال المدعو، ومن السمات التي جاءت وفقا لتعاليم الإسلام هي إحساسهم بإخوانهم المسلمين والسؤال عن أحوالهم ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم، مصداقاً لحديثه -صلى الله عليه وسلم-: (مثل المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)، وهذا ما يقوي المسلمين ويشد من أزرهم وتمسكهم بتعاليم إسلامهم، ولا يجعلهم لقمة سائغة لكل عدو وحاقد.