بكل سلاسة جرت الأسبوع الماضي انتخابات الغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة لاختيار مجلس إدارة للغرفة في دورتها التاسعة عشرة، وفاز بها أسماء تجار وصناعيين معروفين في العاصمة المقدسة في كل مجالاتها وليس مجال التجارة والصناعة فقط، ومن ذلك المجال الرياضي، حيث ضمت قائمة الفائزين المكتسحين للانتخابات أعضاء شرف كبار وبارزين وشخصيات مهمة في قائمة مجلس أعضاء شرف نادي الوحدة، بل إن في مقدمة الفائزين أسماء سبق لها تولي مناصب قيادية ومهمة في النادي العريق، منها رئاسة النادي كما هو الحال مع عبدالمعطي كعكي مثلا. ومنهم من تولى مناصب كبيرة وعمل وقدم خدمات مهمة وجليلة للنادي في عضوية مجالس إداراته أو المجلس التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف أو اللجان الأخرى المختلفة التي تشكل بين حين وآخر من أجل أمور ولموضوعات خاصة بالنادي، ومن هؤلاء -على سبيل المثال- عادل كعكي وسعد جميل القرشي وزياد فارسي وهشام كعكي وغيرهم.. المهم في الموضوع أن المكتسحين للانتخابات شخصيات رياضية، والانتخابات جرت في سلاسة ومهنية واحترام وتنافس ونظام -حسب رأي المسؤولين عنه والمراقبين المحايدين-، وهو ما يحدث -غالباً- في كل الانتخابات التي تجرى بمكةالمكرمة وفي مختلف نواحي الحياة ومجالس الإدارات في المؤسسات الحكومية وغيرها التي تطبق الانتخابات، فمكة عريقة جداً في الأخذ بهذا النوع من التنظيم والتنافس لانتقاء القيادات ومسؤولي الأجهزة والقطاعات، وهي أكثر مدن المملكة تطبيقاً للانتخابات المنظمة، باعتبار أنها المدينة التي بها انتخابات إضافية من نوعية خاصة لا توجد ولا تطبق في مدن أخرى، مثل مؤسسات الطوافة، والنقابة العامة للسيارات، كما أنها سجلت حضوراً وتقدماً في الانتخابات الأخرى العامة بحسن التطبيق والتنظيم والسلاسة والتنافس الشريف مثل انتخابات ناديها الأدبي وانتخابات المجلس البلدي وغير ذلك. في كل مرة تجرى فيها انتخابات في مكة نتذكر وتتجه أنظارنا وعقولنا إلى نادي الوحدة، ونبدأ في طرح الأسئلة واستعادة الاستفهامات وعلامات التعجب حول انتخابات مجلس إدارة هذا النادي العريق، ولماذا يتم منعها وحجبها وحرمان أبنائه ومسؤوليه من ممارسة حقهم الطبيعي في اختيار وانتقاء مجلس إدارة للنادي (بكيفهم) وإرادتهم ورغبتهم من رجالاته الراغبين في العمل وخدمة الرياضة وممن يملكون الرغبة الشخصية والدوافع الذاتية لخدمة النادي العريق من خلال مجلس الإدارة بعيداً عن الفرض والوصاية ووفق برنامج معروض ويتم اختيارهم من خلال (صناديق) الاقتراع بانتقاء وتصويت أعضاء الجمعية العمومية للنادي؟!! لقد أصبحت الانتخابات حاضرة في كل أندية المملكة تقريباً حتى في حراء النادي الثاني في مكة، فلماذا يحرم منها نادي الوحدة، يحرم منها نادي الوحدة وحيداً؟! إنني أعتبر نتائج ومراحل انتخابات مجلس غرفة مكة الأخير بمثابة (رسالة) جديدة وإضافية واضحة حول قيمة وأهمية والوعي بالانتخابات في مكةالمكرمة وفي كافة مجالات الحياة، ومن شأن الجهات والأجهزة التي تتخوف من الانتخابات وترفضها أن تتفهم وتعي ذلك وتعيد النظر في سياستها منع وحجب الانتخابات في أم القرى، فعندما تجرى فيها تظهر متقدمة وعملية ورائدة ونموذجاً يحتذى؟ فهل وصلت الرسالة؟! كلام مشفر - مرات كثيرة حرم فيها منسوبو نادي الوحدة من حق الانتخاب دون وجه حق، وعلى الأقل حرم النادي من هذا الحق في العامين الأخيرين، وفي عز انتشاء وانتشار وتطور عمليات وبرامج ومنافسات الانتخابات التي تطبق في كل القطاعات الأخرى! - وليس من سبب مقنع لذلك المنع سوى الوصاية في زمن لم يعد يحتمل أو يقبل ذلك بعد أن تجاوزته الأنظمة والعقول والشخصيات المفكرة، وتأكيد لهذا القول فالإدارة الحالية كلفت لمدة عامين دفعة واحدة في قرار غير مسبوق، وعلى افتراض الحاجة لذلك عام واحد يكفي. - وللمعلومية عندما أطالب بالانتخابات في الوحدة فليس ذلك لأني مع أو ضد هذه الإدارة أو تلك ولست محسوباً على (بشكة) دون أخرى وإنما هو دعم لمطلب (عادل) ينادي به كثير من الوحداويين أعضاء الجمعية العمومية ومرحباً بمن تأتي به صناديق الاقتراع أياً كان. - فكرة الذهاب إلى مناطق الإنتاج والوفر في لاعبي كرة القدم في المملكة لانتقاء المواهب الكروية التي قام بها الجهاز الفني للفريق الأولمبي بنادي الاتحاد فكرة عملية غير مسبوقة تنم عن تفكير وبعد نظر كبيرين. - وليس غريباً مثل هذه الخطوات العملية من أبناء النادي الأوفياء أمثال الكابتن حسن خليفة صاحب الفكرة ومطبقها عملياً وليس كثيراً على إدارة النادي الموافقة والدعم والتأييد وهي التي استحقت أن يطلق عليها إدارة التغيير.