على الرغم من أنها المرة الأولى التي يغرد فيها أغلب لاعبي منتخب الشباب والناشئين السعودي للكاراتيه خارج سرب حدود الوطن في مشاركة رسمية إلا أن مضيف البسفور وجباله ومسطحاته العظيمة ومناظر التاريخ بتركيا لم تفقد النجوم الصغار السعوديين تركيزهم فكتبت العاصمة اسطنبول شهادة ميلاد رياضية لهم بعد أن راهن اتحاد الكاراتيه على اصطحابهم ضمن أكثر من خمسة وعشرين لاعبا ناشئاً وشاباً للمشاركة ببطولة البسفور الدولية بتركيا بمشاركة لاعبي الدرجة الأولى ليلمسوا الاحتكاك واقعا بين أبطال العالم بعد أن تم تحضيرهم بشكل مكثف وقوي لمقارعة أقوى عشر دول بالعالم. جرس النهاية كان عبارة عن نغمة انتصار وطنية سعودية خالصة إذ خطف الصغار والكبار تسع ميداليات متنوعة منها أربع ذهبيات وثلاث فضيات وبرونزيتين مجددين زعامتهم على منصة التتويج التي لم يغب عنها العلم السعودي طوال الأيام الثلاثة للبطولة الدولية. البطل عماد المالكي حمل راية البداية وفتح الطريق لزملائه وأعطاهم الثقة في أول يوم من أيام البطولة إذ حقق الميدالية الذهبية في وزن تحت 60 كلغم (قتال) متربعا على صدارة أقوى عشر دول بالعالم بالكاراتيه. وفي أول ظهور دولي حصل زميله اللاعب الناشئ محمد الزهراني على الميدالية الفضية في وزن فوق 84 كلغم فيما تمكن اللاعب الناشئ علي الشمراني من الحصول على الميدالية البرونزية في وزن تحت 75 لتنتهي حصيلة اليوم الأول من البطولة. اليوم الثاني كان يوم التحدي الكبير.. الدولي النجم فهد الخثعمي يشارك بمسابقة القتال لوزن تحت 67 كلغم.. كان أمامه الروس والفرنسيون والإيطاليون.. تغلب على الأول وأنهى الثاني ليقابل بطل أوربا في دور الأربعة.. كان تنافساً كبيراً أنهاه الخثعمي البطل لصالحه ليتأهل للنهائي في مواجهة شرسة مع اللاعب التركي لكن الخثعمي أنهى مشواره بامتياز ليكمل الأفراح السعودية بأصعب انتصار بالبطولة. وعندما جاء الدور على اللاعب الناشئ بدر الحريش وفي أول مشاركة دولية له كان الاختبار صعباً وقاسياً لكن الروح والتحضير والتدريب كان مميزاً فحقق للوطن ذهبية القتال لوزن تحت 52 كلغم. توالت بعدها أمطار الميداليات فحصد النجم طارق الحامدي ذهبية القتال لوزن تحت 70 كلغم فيما حصل اللاعب بدر العلياني على فضية القتال لوزن تحت 70 كلغم وتمكن منصور ناصر مبارك حامل الفضية الآسيوية من تحقيق فضية الكاتا الفردي وأخيراً حصل اللاعب ياسر البارقي على الميدالية البرونزية في وزن تحت 60 كلغم. الدكتور حمود الحمود أمين عام اتحاد الكاراتيه ورئيس بعثة المنتخب لهذه البطولة ثمن الجهود الكبيرة التي بذلها اللاعبون وكذلك الأجهزة الفنية والإدارية المشاركون في هذه البطولة، وقال إنه على الرغم من قصر فترة الإعداد إلا أن النتائج المشرفة التي تحققت بفضل الله تعكس مدى رغبة الاتحاد في الاستفادة من مثل تلك المشاركات الدولية في ظل وجود مجموعة كبيرة من اللاعبين الدوليين في عدد من المنتخبات التي شاركت في هذه النسخة من البطولة وأشار الحمود إلى أن استراتيجة العمل التي تم إقرارها من قبل مجلس إدارة الاتحاد تهدف إلى إعداد جيل جديد من العناصر الشابة القادرة على تمثيل منتخبات المملكة في المناسبات الإقليمية والقارية والدولية القادمة ومن أبرزها بطولة العالم للناشئين والشباب التي ستقام في العاصمة الإسبانية نهاية العام الجاري. رئيس الاتحاد السعودي للكاراتيه الدكتور إبراهيم القناص أهدى الإنجاز السعودي لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل ولكافة رياضيي الوطن السعودي وللجماهير السعودية معتبرا أنه يشعر بالفخر وهو يشاهد علم المملكة العربية السعودية خفاقا بمنصة التتويج طوال أيام الدورة الدولية. وقال القناص: يحق لي أن أسعد وأفرح وزملائي بمجلس الإدارة والجهاز الفني والإداري ونحن نرى الوجوه الجديدة للناشئين والشباب ترسم طريقها عبر الذهب لتنضم لكتيبة الإنجاز الدولي للكاراتيه السعودي.. لقد عملنا بجد وبجماعية كبيرة والحمد لله حققنا الأهم وهو رفع اسم البلد عاليا بكل المحافل. وأعرب الأبطال السعوديين عن امتنانهم لاتحاد الكاراتيه الذي أتاح لهم فرصة المشاركة بالدورة الدولية وساهم في زيادة احتكام الدولي ووضع البرامج التدريبية الاحترافية لتطوير مستوياتهم وهو ما انعكس إيجابا على مستوياتهم وإنجازاتهم. وعبر المدرب عبدالفتاح النجار عن سعادته الكبيرة بتخريج جيل جديد من أبطال الكاراتيه مشيرا إلى أن التدريب المكثف يصنع من الموهبة بطلا حقيقياً وأن اتحاد الكاراتيه لم يقصر بدعم الأبطال ودعمي شخصيا وأهدي هذا المنجز لكل أفراد الوطن السعودي الغالي. من جهته عبر مدير المنتخب الأستاذ يحيى معافا جومان عن سعادته الكبيرة برؤية الأبطال الصغار والكبار يحققون الذهب والمنجز لوطنهم.