هذا النهار في بداية صيف 2013 وعلى مشارف انقضاء شتاء هذا العام الذي بدأ يلملم ويعفش ما تبقى له من ساعات ودقائق كانت مرتابة الخطى، متذبذبة النبض، تتصاعد أنفاسها الراحلة عن قريب كلما اقترب وعدها آثرت الاستعجال على التمهل، كأنها تقطع حبل الماضي لتستريح.. هذا النهار بالتحديد اجتاحت سماء الرياض عاصفة ترابية جاء قبل قليل خبر عاجل بها لم يدرك أنها قد سبقته، كيف لا، والصيف يريد أن يجلس على كرسيه يدير شؤون موسمه يلفح في أوجه الطرق وأوراق ربيعها المتبقية ومشاعرها المترقبة لكل فعل يحيي بها روحا وحسا وإدراكا.. نهضت لأزيل ستار النوافذ فإذا السماء صفراء، يعربد بها ألف مارد يخدش زجاج نوافذها ويحيل قطرات المطر العالقة منذ الليل إلى تماثيل تصارع بقاءها عن التحول لمادة عالقة تزال بمسحة واحدة.. هذا النهار كأن كل شيء كان حاضرا ذكريات الشتاء الذي شارف على الزوال وأمنيات الصيف الجديد الذي قاب قوسين أو قوسا من عقارب الساعة النابضة الحانية على ما مضى المستبشرة بما سيأتي.. يقول يوهان غوته أخطر الأضرار التي يمكن ان تصيب الإنسان هو ظنه السيئ بنفسه. وهو ما ترجمه بدر بن عبد المحسن في صراع الإنسان مع نفسه، بشكل آخر حين قال: تعبت أسافر في عروقي ومليت من جلدي اللي لو عصيته.. غصبني! في أمان الله