جاء حصول الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز على جائزة (الشخصية العربية المتميزة في أعمال الإغاثة) من اتحاد المستشفيات العربية، الذي يضم 1000 مستشفى في شتى أنحاء الوطن العربي، خلال الأيام القليلة الماضية، تقديراً لجهوده الإنسانية والإغاثية من خلال مبادرة (نلبي النداء) التي حققت العديد من النجاحات منذ إنشائها إلى الآن. تلك المبادرة التي أكد سموه أنها امتدادٌ لدور المملكة وجهودها في دعم الأشقاء السوريين، ومساعدتهم لتجاوز الكارثة التي يعايشون تفاصيلها المرعبة، حيث استطاعت تلك المبادرة بالتعاون مع الحملة الوطنية للمملكة تشكيل تحالف إنساني عريض، يعكس تجذر التآزر في الشعب السعودي المحب للعون، والوقوف بجانب اللاجئين من الشعب السوري الشقيق، وتقديم مساعدات الإغاثة لهم في الأردن ولبنان وتركيا. كذلك قامت المبادرة بتنظيم العديد من الحملات الإنسانية إلى غزة، ونفذت مشروعات تنموية كثيرة في فلسطين ولبنان، بالتعاون مع جهات محلية وأممية. بجانب أهدافها الإنسانية في الداخل، المتمثلة في متابعة قضايا إصلاح ذات البين وتحفيز الناس على العفو والصفح، ومتابعة حالات المرضى المستعصية وعلاجهم، وإقامة المساكن الخيرية للمحتاجين. كما أن المبادرة استطاعت تجاوز تقديم المساعدات الإغاثية إلى بناء جسور من العلاقات الممتدة نحو التنمية المستدامة مثل التعليم وتمكين المرأة وغيرها من المشروعات المستمرة في المؤسسات التي أقامها الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، والتي يتجاوز عددها أكثر من 1500 مشروع إنمائي وإنساني لخدمة البشر في كل مكان في العالم. ولقد كانت فرصة مناسبة حينما دعا سمو الأمير تركي إلى إنشاء منظمة عربية للإغاثة، يتم اعتمادها من الجهات والهيئات والمنظمات الدولية والعربية، متمنياً ضرورة وجود إرادة صادقة لجعل العرب رقماً يعتد به في عالم العمل الإنساني. وإذا كنا نقدم تهانينا الصادقة لسموه الكريم على اختياره الشخصية العربية المتميزة في أعمال الخير والإغاثة ابتغاء مرضاة الله فإننا ندعو المولى - عز وجل - أن يجزيه خير الجزاء نظير هذه الأعمال الإنسانية. فعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - أن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ فقال: «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله - عز وجل - سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دَينا، أو تطرد عنه جوعاً. ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد (يعني مسجد المدينة) شهراً، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه يوم القيامة رضا، ومن مشي مع أخيه في حاجة حتى يقضيها له ثبت الله قدميه يوم تزول الأقدام». هذا الحديث الشريف يتجلى في أسمى معانيه ومفرداته من خلال الأعمال الخيرية والإغاثية التي يقوم بها الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، المشرف العام على مبادرة (نلبي النداء)؛ فسموه قال: تمثل هذه المبادرة حراكاً سعودياً إنسانياً، هدفه تعزيز قيم إغاثة الملهوف والإعانة على نوائب الحق والنهوض بهمة المبادأة، ومنطلقها هو الإيمان بأن التراخي في أداء الواجب مع القدرة عليه خيانة وإثم عظيم. فبالرغم من الأشغال الكثيرة، والمناصب التي يتولها سموه؛ فهو عقيد طيار في القوات الملكية السعودية ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مينتور العربية للوقاية من المخدرات ورئيس الهيئة الاستشارية لمشاريع الجامعة العربية المفتوحة وعضو مجلس أمنائها.. إلا أن كل ذلك لم يُثنِه، ولم يجعله يوماً ينسى الأعمال الإنسانية والإغاثية والسعي إلى الإصلاح بين الناس وإغاثة الملهوف والمحتاج في الداخل والخارج؛ فكل ذلك ليس مستغرباً من حفيد المؤسس وموحِّد هذه البلاد المباركة، المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه.