افتتحت مديرة إدارة التوعية الإسلامية بمنطقة الرياض الأستاذة مريم عبدالرحمن الجوفي حفل تكريم الطالبات الفائزات في مسابقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- لحفظ السنة النبوية الشريفة، ومسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم صباح الأربعاء الماضي بمدارس الرياض بكلمة عبرت فيها عن سعادتها في يوم التكريم، وقالت: ما أكرم هذا اللقاء الذي جمعنا بوجوه تنادت إلى الخير وقدمت للاحتفاء بتكريم نخبة من بناتنا الطالبات اللاتي حملن في صدورهن أعظم كتاب وسنة، أعز مقروء يتعبد بتلاوته ويؤجر حافظه ومتبعه، وأوجز كلام لمخلوق عرفته البشرية. وأضافت الجوفي مؤكدة أن في حفظ القرآن الكريم وتعلمه وحفظ أحاديث رسول الله تأسيساً للعقيدة الصافية وتنمية لمراقبة الله وتعظيمه وتصحيحاً للمفاهيم الخاطئة وسلامة من مهاوى الانحراف الفكري والعقدي وتطميناً للقلوب الحائرة، وتصبيراً للنفوس المبتلاة وغرساً للقيم وللأخلاق الفاضلة وتمثل الوسطية ولاعتدال والإسهام في غرس محبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة في النفوس. وأضافت: إن تعامل السلف الصالح مع القرآن عجيب كان إذا قيل لأحدهم كم بين السحور والآذان؟؟ قال قدر خمسين آية وكم بين بيتك وبيت فلان؟؟ قال مائة آية، فما أجمل ارتباط القرآن في حياتهم، قال أحدهم (كلما زاد حزبي من القرآن زادت البركة في وقتي، ولا زلت أزيد حتى بلغ حزبي عشرة أجزاء). وإن العناية بالقرآن حفظاً وتجويداً وبالسنة النبوية درب درجت عليه هذه البلاد ومنهج اختطه ولاة الأمر وساروا عليه، وحيثما قلبت النظر في آفاق المسابقات فلا تجد إلا مظهراً من مظاهر العناية بالقرآن الكريم وصورة مشرفة للاحتفاء بكلام رب العالمين، كل ذلك لاستثمار أوقات الناشئة وربطهم بالقرآن الكريم وغرس حبه في قلوبهم لأنه مصدر عزها في الدنيا وسعادتها في الآخرة. في عصر تتجلى حاجة الأمة إلى العناية بالقرآن لاسيما في ظل التحديات المعاصرة التي يواجه فيها الإسلام حملات مضللة فأصبح أبناؤه أحوج ما يكونون إلى الحفاظ على هويتهم الإسلامية ودعم أمن مجتمعهم وسلامته ووقايتهم من الزيغ والانحراف، وإكسابهم حصانة إيمانية قوية أمام فتن الشهوات والشبهات. وهنأت الجوفي الطالبات بحفظهن لآيات القرآن الكريم وأحاديث المصطفى وأوصتهن أن يكن قدوة صالحة ينفع الله بهن أهليهن وأوطانهن، فإن حافظ القرآن يتهذب بآداب عليا وأخلاق مثلى لا بد أن تظهر آثارها عليه سلوكاً، يقول ابن القيم (وليعلم طالب العلم ودارس القرآن الكريم أنه ليس أنفع له في معاده ومعاشه وحياته الدنيا وأخرته وأقرب إلى سلامته ونجاته وسعادته من تدبر القرآن وفهمه وإطالة التأمل فيه والعمل بمقتضاه). وأضافت مؤكدة للمربيات أن منهج التربية لدينا نحن المسلمين يعتمد على مصدر رباني ومنه يستقي المربون عبر القرون المبادئ والقيم والأخلاق التي توجه سلوك النشء وتوضح المسار الصحيح الذي اختاره الله عز وجل لعبادة، فهو أعظم منهج تربوي عرفته البشرية. وقد أصلح القرآن المجتمع الأول الذي نزل فيه، ولن يصلح أحوال هذه الأمة إلا بما أصلح أولها، فهو الدواء والحل لكل مشكلة والعصمة من كل ضلالة لقوله صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله)- حسنه الألباني، لذا تعد المسابقات القرآنية والسنة أحد أهم محاضن التربية التي يتم من خلالها تربية وتوجيه النشء. فيتربى الأبناء على العقيدة الصحيحة والأخلاق الفاضلة وتقوى الرقابة الذاتية التي تردعهم عن مظاهر الانحراف، وإذا ما غفل أحدهم فلديه واعظ في قلبه. وذكرت الجوفي أن عدد المشاركات في مسابقات القرآن والسنة بلغ (24054)، وعدد المشاركات في مسابقة عبارة التعاون وكتيب المواطنة مسئولية (14723) طالبة، وعدد الموظفات المشاركات في كتيب تحصين دور المربين (1532) موظفة. وأضافت: إننا نسعد بتكريم (105) طالبات أحرزن المراكز الأولى بكل مكتب تربية وتعليم. وختمت كلمتها بشكر لمدير عام التربية والتعليم الدكتور/ إبراهيم المسند، وللمساعدة للشئون التعليمية الأميرة/ هدى العياف على اهتمامها ودعمها لهذه المسابقات بتخصيص جوائز للفائزات. وشكرت مدارس الرياض لاحتضانها الدائم لحفل تكريم الفائزات في مسابقات حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية ومسابقة إدارة التربية والتعليم في حفظ القرآن ومسابقة الكتيب والعبارة، كما باركت لكل فائزة هذا الإنجاز. ثم قدمت المعلمة نجاة الذيباني من الثانوية (158) كلمة لجنة التحكيم، بعد ذلك ألقت الطالبة شعاع منصور المشرف من الثانوية السادسة لتحفيظ القرآن الكريم كلمة الطالبات.