تستأنف بمشيئة الله تعالى اليوم وغدا البطولة الآسيوية للأندية، بعد أن أنهينا الأسبوع الماضي مباريات الدور الأول بحضور متفاوت لأنديتنا ما بين مجيد وجيد ومتوسط ومتواضع عطفاً على حضور كل فريق وما قدمه من نتائج. فالأهلي كان صاحب الحضور الأجمل كتب على كل السطور فنال الدرجة الكاملة، ساعده في ذلك لاعبين أجانب مميزين إضافة للزاد البشري المحلي، فضلاً عن أن مجموعته - صراحة - لم تكن ذات قوة إذا ما استثنينا سباهان الإيراني فإن الفريقين الآخرين لم يقدما ما يشفع لهما حتى بالمشاركة. أما الشباب فكان حضوره مقنعا جداً وإن لم يكن أداؤه ممتعاً، في مجموعة أراها مع مجموعة الهلال الأقوى في غرب القارة، حصل على سبع نقاط جيدة جداً في الدور الأولى، ولم يعد يحتاج سوى أربع نقاط من مباراتيه القادمتين ليعلن تأهله، الأهم هو عدم الاستكانة لما حصده من نقاط، والحيطة والحذر من المنافسين، والعمل على العودة من إيران بنتيجة إيجابية ولتكن على الأقل التعادل، ليعزز حظوظه في صدارة المجموعة. في حين أن الهلال مع هذه البطولة بات سراً محيراً لعشاقه، فمهما كان أداء الهلال على الصعيد المحلي مميزاً إلا أنه بالمقابل لابد أن يتعثر في البطولة الأسيوية، حتى أصبح البعض يردد حكاية العقدة النفسية والمؤسف أن بعض الهلاليين صدق العبارة واستسلم لها، عموماً الهلال مع قوة مجموعته قادر على العودة للمنافسة وكما فعلها العام الماضي بطهران سيعملها اليوم بمشيئة الله ويعود بالانتصار. أما الاتفاق فحاله لا يسر، فالفريق يتذيل مجموعته المتواضعة، ولاعبوه أصبحوا أشبه بالأشباح في الملعب فلا روح ولا قتالية، وكأن طموح الفريق سنوياً هو الوصول لمرحلة المجموعات ثم الوقوف عند هذا الحد، وبظني أن رئيس الاتفاق هو أحد أهم أسباب ذلك التقهقر في المستوى، فما يجلبه من لاعبين أجانب أقل بكثير من مستوى المحليين، إضافة لإقالته المتكررة للمدربين، وهي ما تجعلنا لا نرى بالأفق شمس تفاؤل. من هنا وهناك - أبديت الأسبوع الماضي في مقالتي (اكشط واربح لقباً) تخوفي من حكاية السطو على الألقاب العالمية بعد أن استشرى هذا الأمر محلياً، ومثلت حينها بالبايرن ميونخ والأرسنال، ويبدو أن تخوفي كان في محله فلم يمض سوى يومين على ما كتبت، إلا ويلتهم أحدهم لقب الطواحين الهولندية وينسبه لفريقه المفضل، حتى خيّل لي مع هذا التصرف أن الألقاب حق مشاع للكل، وليست وليدة تاريخ وعمل وبطولات ، وكأني بها مطروحة بالطريق ينادى عليها ب(قرش) فلا تجد من يشتريها! - أياً كانت نتيجة الاحتجاج النصراوي على نجران، فإن أكثر ما لفت انتباهي بالموضوع ليس تصريح الرئيس النصراوي بوجود مصادر له بإتحاد الكرة فهذا الأمر ليس سراً، إذا ما استدعت ذاكرتنا أول اجتماع لإتحاد الكرة وما حصل فيه من تسريب لقراراته أثناء انعقاده، مما يؤكد أنه حتى الصحفيين لهم مصادر داخله، لكن ما لفت انتباهي هو التعاطي مع تصريحات الأستاذ على بادغيش حول الموضوع، فاللافت بالموضوع أن من أقام الدنيا ولم يقعدها محتجاً على تغريدة بدر السعيد بإيقاف عباس بحجة عدم إعلان القرار، هو ذاته من يستدل الآن بتصريحات الأستاذ على بادغيش في قضية منظورة، فقط ليؤكد صحة الاحتجاج، ولا أدري أين ذهب المبدأ الأول أم أنه غرق في ميول المستفيد الثاني؟! - أحد الإعلاميين توقع أن يقدم الشبابيون الورود لأولمبي الأهلي ليلة تتويجه في ملعب الشباب، وبظني أن هذا الأمر لو حدث وهو غير مستغرب على إدارة راقية كإدارة الشباب أقول لو حدث ذلك فسيكون رائعاً جداً، ولعله يفتح صفحة بيضاء تنسينا ما حدث العام الماضي من بعض الجماهير الأهلاوية يوم تتويج الشباب ببطولة الدوري في جده، حيث علت وقتئذ لوحات أقل ما يقال عنها أنها مسيئة وتعالت أصوات نشاز بعبارات شاتمة، مما أضطر القناة الرياضية لحجب الصوت والصورة عن الجمهور، بل وأوقفت بث إحدى قنواتها الست والتي كانت قد خصصتها قبل بداية المباراة لنقل تفاعل الجماهير. - يُحكى أن رجلاً اسمه (وليد عبد الله) تجهز قبل شهور بأدواته ولبس أجود قفازاته وعندما همّ بالدخول لمعركته الرياضية أوقف على الخط ومُنع من القتال في الملعب، نقبنا عن السبب وبعد بحث مضني قيل لنا إنه القزع، عبثاً حاولنا إقناع أنفسنا بوجوده في رأسه، وتناولنا (مجهراً) علنا نرصده لكن محاولاتنا ذهبت أدراج الرياح، قلنا لا يهم فالحكم ولجنته (أبخص) والهدف بمنع القزع أسمى من الوقوف عند حالة، فالملاعب بحول الله ستخلو من هكذا سلوك نهى عنه ديننا، لكن ما حدث بعد ذلك جعلنا نشك أن الحادثة حصلت قبل سنين، وهو ما دفعني بكتابتها على شكل حكاية لأوهم نفسي قبلكم بأنها ليست وليدة هذا الموسم، فلم نرى بعد ذلك لا ضجيج لجنة ولا حتى تدخل حكم، فالرؤوس علاها القزع والكدش، ومؤلف الحكاية الأولى لازال حياً وشخوص الرواية لازالوا يمثلون أدوارهم، فماذا تغير؟! - محمد نور، وثيقة تاريخية تحكي الإتحاد الحديث بكل تفاصيله، للأسف هنالك من حاول تمزيقها وبطريقة فجة، لكن هذا محال، فالتاريخ المكتوب بماء الذهب، سيظل محفوراً بالعقول، حتى لو توارت الأقدام عن الملاعب. قالوا: الناس يغيرون وجوههم كل يوم، فلا تبحث عن قيمتك بوجوه الناس. «مصطفى محمود» @sa3dals3ud