أمن بلادنا العزيزة واستقرارها وسلامة المواطن ليس فقط مسؤولية وزارة الداخلية وحدها بل هو مسؤولية مشتركة بين وزارة الداخلية وكافة أفراد المجتمع، فالمواطن عليه دور ومسؤولية تجاه بلده أعتقد أنها لا تقل عن مسؤولية رجل الأمن، فإذا كان رجل الأمن يسهر ويبذل قصارى جهده للحفاظ على أمن الممتلكات العامة والخاصة وتنفيذ توجيهات قيادته التي تهدف لحماية مكتسبات هذا الوطن التي حققها على مر السنين أولها نعمة الأمن والاستقرار واطمئنان الفرد على حياته وأعراضه وممتلكاته. لذا على المواطن أن يدرك أن هذه نعمة عظيمة لا تقدر بثمن أنعم بها رب العزة علينا بها في دولة ثابتة الأركان لنظام حكم يرتكز على الشريعة الإسلامية الغراء. إن بلادنا التي بنى وشيد صرحها المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وأتى أبناؤه من بعده وساروا على ذات النهج بالقدوة الحسنة والشورى وسياسة الأبواب المفتوحة التي نلمسها جميعا، حيث أكد خادم الحرمين الشريفين في أكثر من مناسبة أن خدمة المواطن والعمل على حل قضاياه همه الأول ودائما ما يكلف ويوصي كافة المسؤولين على اختلاف مستوياتهم بأن يكون شغلهم الشاغل ومحور اهتمامهم هو المواطن، وهذا سر قوة اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب التي تتمتع بها بلادنا على مر التاريخ. إن وطننا والحمد لله يعيش الآن أماناً واطمئناناً تحسدنا عليه دول كثيرة فيما تتعرض بلدان أخرى إلى فوضى عارمة وتردي الأوضاع الاقتصادية التي تؤثر سلباً على معاش الناس وتشيع الاضطرابات وتقود إلى تفكك النسيج الاجتماعي. ولأن هذا الأمان الذي تعيشه بلادنا لا يعجب فئات ضالة وأخرى مأجورة وثالثة مغرر بها، كل هذه منفردة أو مجتمعة تحاول الدس والوقيعة وتفكيك هذه اللحمة والتماسك الوطني بنشر الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار كاذبة لا أساس لها من الصحة، كما أكد المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في المؤتمر الصحفي الأخير وأجاب بكل شفافية عن كل الأسئلة التي تدور حول الوضع الأمني في المملكة وفند كل الأباطيل والادعاءات التي تروجها الجهات المغرضة بالأرقام والبيانات الدقيقة وليس كما يدعيه البعض ولقد أحسنت وزارة الداخلية صنعا في عقد هذا المؤتمر لكي يعلم كافة أفراد الشعب وخاصة شبابنا الواعي لكل ما يحيق بالوطن من دسائس ومؤامرات. إننا على يقين أن وزارة الداخلية بكل قياداتها وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية تتعامل بحكمة وعقلانية ومهنية عالية لمواجهة التحديات الفكرية والاجتماعية والإرهابية سواء كانت داخلية أو خارجية. هذا الشعور لم يأت من فراغ فالأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز القيادي الأمني يتمتع بحس القيادة الأمنية والثقافة الشاملة التي جعلته يتعامل مع الأمن بنظرة ثاقبة وحسن استقراء منتهجاً سياسة أمنية تنأى عن العنف وتتميز باللين والتسامح انطلاقاً من حسّه الأمني الراشد الذي ينظر للعملية الأمنية على أنها بناء دولة يسودها النظام وتكفل الحماية لجميع المواطنين. ولعل المتتبع للأحداث والمواقف التي تعرضت لها بلادنا ممن حاولوا زعزعة أمن هذه البلاد من المغرر بهم ومن الفئة الضالة يشهد بتفرّد هذا الرجل وتعامله الحكيم والرشيد مع كل الأحداث بمهارة وحذق وحسن تعامل ولم تخرجه جسامة المهام والمسؤوليات عن حكمته واتزانه، تبنى سموه استراتيجية متزنة لعلاج هذا الفكر الضال عبر عزلها وفق خطط مدروسة مع الاهتمام بقضية المناصحة لأصحاب هذا الفكر ومن خلال حلول سلوكية علمية لمن يقع في قبضة الأمن حتى يثوب إلى رشده ويمارس حياته بشكل طبيعي ويخدم وطنه ويساهم في نمائه وقد لقيت هذه الإستراتيجية قبولاً رائعاً وأثمرت عن تخليص المئات من الفكر الضال الذي تورطوا فيه. ويحسب للأمير محمد بن نايف مساهمته الفاعلة في نبذ العنف ومكافحة الإرهاب التي قادها والده الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- من خلال الخطط الاستباقية التي تم تنفيذها بحرفية عالية وأنقذت البلاد من ضربات كثيرة أعدت لها الفئة الضالة والمغرر بها، كل هذه الأمور تجعلنا نثق في توجهات وسياسة الأمير محمد بن نايف ونشدد على يديه ونعمل على مساندته قدر استطاعتنا، فالأمن والأمان مسؤوليتنا جميعا ومسؤولية كل من يعيش في كنف هذا البلد الكريم، والكشف عن النوايا المبيتة من البعض للإضرار بسلامة الوطن وأمنه واستقراره وتماسك نسيجه الاجتماعي، لإحباط كل المحاولات وإفساد كل لخطط الإجرامية، لا شك يعتبر واجب وطني على الجميع. حفظ الله مملكتنا من كل سوء، وقيادتنا من كل مكروه.