يا مل عينٍ تهامل تقل مطروفه نوبات أرد الدموع ونوب تعصاني سمعت للناي تال الليل معزوفه والناي صوته حزين ويبعث أحزاني كن المحاني بحد السيف منصوفه حسبي على اللي فتح جرحي وخلاّني والحال مما تشوف العين منحوفه بري القلم قامت الشدات تبراني أشوف الأدرع يدوج ومعجبه صوفه والجوع يطوي ضلوع الذيب سرحاني وأشوف ناسٍ لجمع المال ملهوفه على الردى كل واحد يطرد الثاني يا خوف قلبي من المجهول يا خوفه زيف الحقايق يعزّز حجة الجاني القصد معروف والنيات مكشوفه غلطان يالمنتظر خسران يالعاني يا نفس ما انتي ورا المقفين مكلوفه ما عاد ينفعك لا قاصي ولا داني من صدّ عنّي ضعينه قلت ذالوفه لا منه زودي ولا بيديه نقصاني عواطفي تقل بالبارود منسوفه مشاعري سمّدت واهتزت أركاني اللي يمينه عن الطولات مكفوفه وش فايدة رجعته لو هو حدا إخواني كانه نسي واجبي ما همّني شوفه والله لورّيه نسيانه ونسياني اللي يبيني يدلّ البيت ويشوفه قلبه دليله ولا يحتاج عنواني لو دوني الناس منتشره ومرصوفه ينشد ويرجع وينشد لين يلقاني لو العراقيل في ممشاه مصفوفه يصبر لها ويتخطّاها على شاني وليا تعذّر عن المسيار بظروفه وقّفت ركض الحياة ورحت له عاني كانه تجاوز خطايه شفت معروفه ما يرصد أخطاي غير قلوب عدواني ومن لا بغاني لو الطوفه على الطوفه تروح الأيام لا جيته ولا جاني يا صار باللون الأسود صابغٍ جوفه ما تصنع الود بيبانه وبيباني هذا نص شعري واحد اخترته من عدة نصوص شعرية مختلفة في أغراض الشعر وتنوعاته للشاعر المتألق فرحان قيران - أن لهذا الشاعر مسحة إنسانية كبيرة يشوبها الهم الكبير، يملك مجموعة من التصورات والمثل العليا والخيالات المتلبسة في ذهنيه الجمعية، وتخيلاته الثقافية الراسخة في وعيه، له أحلام وأماني عراض ناشئة عن أمل مفرط وفق فضائه الرحب الخاص به، وله نصوص لغوية مصنوعة من قوة معاناته ومكابدته تجاه الحياة والناس، أن ل-فرحان- فلسفة لأطر الحياة ومتاعبها وتقلباتها وبريقها ووميضها وشهبها النائه وسرابها العتيق، لهذا جاءت قصائده جميلة وأنيقة ولها بهاء، لقد رسخ -فرحان- بشعره أموراً خصبة لانتصار الإنسانية وفق واقعه ومحيطة وتكتلاته الوجدانية وعلاقاته الشخصية والبيئة والأرض والنبت، أن معاناة الإنسان عنده لازمة من لوازم العمل الشعري يكررها ويعمل بها طوال مسيرته الشعرية الخصبة، وله تخيل ومطارحة فكرية وممارسة تفوق يعمل بها وفق أيديولوجية وتوجهات وأطروحات خاصة، أن -فرحان قيران- يملك وعي العمل في تسديد ضريبة الحق وتبيان الباطل بنظرة ثاقبة فطرية امتلكها عبر خبرات تراكمية أدمت مشاعره وحركتها نحو الحياة والإنسان والعلاقات الفردية والجمعية ومع البيئة والمحيط، -فرحان- لا ينغلق على حاله، ولديه مبادرات حسية يقولبها شعرا تثري الناس وتنقلهم من حالة التردي والخيبة إلى حالة العلو، ومن حيز الأمكنة الضيقة إلى حيز الأمكنة الرحبة والواسعة بلا غموض ولا تشويش، أن الهم الذي يحمله -فرحان- يعزز هيبته الشعرية ووقاره الإنساني ويحولها إلى درس حكمة ومثل بليغ، أن -فرحان- يعرف كيف يوقظ لوعة الجرح الغائر، انه يقود عمليه شعرية فذة كبرت وأينعت وصارت تعرف خبايا المفردات ودهاليز الرموز، أن العمل الشعري الذي يمارسه والذي يقوم به يومي بطرف خفي لمعنى معين وفق حقائق منظورة يفهمها ويعيها، لأن اللغة عنده لا تعرف الخطأ، لذلك نراه يحاول أن يقيم ملاذا إنسانيا خاصا به قد يكون مستحيلا، لكنه بهذا يحاول أن يفر إلى موطن العشب ومصابات المياه الشعورية اللاوجودية، أنه يحاول أن يقترب من الواقع بما يكفي، بعيدا عن غياب الوعي الاستبدالي للذهنية التي نملكها والتي تنطلق منا باتجاه المجازفة، أن لدى -فرحان- تميزا ونأيا قسريا لا يمكن تبيانه لأسباب ذاتية بحتة، أن النتائج الإيجابية التي تنعكس دائما على ما يقوم به قد بينت نضجه الشعري، لقد رسم لنا -فرحان- الاعر المحترف في هذا النص الموضح أعلاه بكائية واقعية ذات نبرة عالية صادحة ترتحل وفق نغمة معينة، لأنه يمتلك المقدرة الفائقة على أن يفعل ذلك، وبذلك أبان أمثولة البهتان في النفس الإنسانية، أن - فرحان - الشاعر يعمد في كل حالاته الشعرية على التخلص من القصور البائن في صحة الشعر ويواصل عمله الشعري بنهم ونشاط ويهدي لكل معاني يئن من عذابات الألم ما يعانيه وفق إيقاع انسيابي زاهي بالمفردة العذبة المنتقاة، أن شاعرنا الفذ دائما ما يبحث لنا عن ضوء يزيل العتمة الحالكة في النفس الإنسانية، لهذا نحن نصفق له دون حتى أن نعرفه شخصيا، وسوف نفرش له الممرات بما يشبه الرخام الممرد الثمين إذا رأيناه، عندها سنسقيه شرابا لذيذا بكوز أبيض له طعم العافية وذائقة الكرز. [email protected] ramadanjready @