اتخذت من «روابط» الإحالات لما يكتبه الناس في مواقع النشر الإلكتروني حجة لي, أو حجة لهم، من أجل تكوين أو محو قناعة ما قائمة لدي عن جدوى، أو عدمها فيما يكتب فيه العدد الأكبر ممن يتفاعلون مع هذا المنفذ الشاسع، الواسع، المرن، والمتيح.. وقلت هنا «الناس»؛ لأن القارئ هناك لا يمكنه تصنيف كل من يكتب بالأديب، أو الباحث، أو الشاعر، أو أي صفة بعينها ما لم يتابع ما للاسم من اهتمامات، وما له من معطيات.. إذ هناك الكل ينقر, أي يكتب.. «فنقرات» مفيدات، ومقنعات، ومملئات ذهن القارئ المتابع، ونقرات، منغصات، وفارغات، ومفرغات لذهن من يتخذها مادة لما يقرأ.. كلها بين عيني فكر هذا القارئ.. بصفتي واحدة من جملة هذا «القارئ».. بما يخص، وبما يختلف، وبما يتفق..! لا شك أن الوقت الذي شأنه أن يمكِّن المتابعَ من الذهاب نحو كل إحالة - أي «رابط» - لا يتسع له عمره بأكمله.. ويظل يغرف مما لا مدى..! غير أن ما تقود إليه العناوين الواضحة من نقرات توافق عند القارئ رضا، وقبولاً، وتكيفاً مع مضامينها، واتفاقاً مع مستوياتها (الفكرية والموضوعية واللغوية) ونحو ذلك، سواء بُثت في حيز فردي، أو رسمي, أو جمعي, أو مؤسساتي، وبأي «المصطلحات» التي كوِّنت لها، هي المادة التي تجعل القارئ يقف عندها، جاءت في حروف مقالة، أو صورة، أو صوت، أو تعليق مذيل, أو تحليل باختلاف أشكاله، وعناصره, أو نقاش، أو كتاب باختلاف مجالاته، أو نقد باختلاف ميادينه، بما فيها الأدبي والفكري، والسياسي، والفني، والعلمي، والاجتماعي.. كل هذه «المنقورات» هي ما يمكنها أن تشكِّل قناعات القراء بما يفكرون، ويقدمون.. بل بوسيلتها وطرائق نقلها، ولاسيما أن الناس أيضاً يختلفون حتى اللحظة في القناعة بين الكتابة والنشر بالوسيلة الرقمية، التي يطيب لي أن أوسمها «بالنقرية», وبين الكتابة والنشر بالوسيلة الورقية..! وإن كنت حتى الآن في كفة الورقية.. لذا تستوقفني الإحالات «الروابط» الإلكترونية نحو تتبع ما استطعت من منقورات، لا تعرف أكثر ممن لم أعرف من الناقرين في الفضاء.. هناك حتى الآن اكتشافات مدهشة لي، حين وقفت على أسماء شابات مبدعات في الكتابة، محللات لما يقرأن من منشور، ويعالجن العديد من الأفكار، وينافحن عن قناعاتهن في مواقف فاصلة لموجة التغيير الاجتماعي عن ثقة بما يرين، وبحجة بما يعلمن.. وهناك، كتابات مدهشة لثلة من الشباب المبدع وهم يتفننون في أساليب التعبير عن آرائهم، أو الكتابة عن رؤاهم.. وهناك يقين بالكثير من مسلَّمات الفضائل والقيم التي ينقر بها كثيرون منهم، وكثيرات تطمئن بهم الروح عن قيمية المجتمع، وطموحه نحو التطوير المتوازن.. لا شك أنني بوصفي قارئة غدوت أتابع برغبة في إيجاد قناعات، وتأكيد بعض منها، قد لاح لي أفق جميل لأجيال جديدة ستضيف لمجال الكتابة، والفكر، والإبداع، ما يوافق المرحلة، ويتصالح مع من سبقه، ويؤسس لما سيأتي.. ستشرق بهم سماوات الإبداع إن شاء الله.. لن أحصر أسماءهم بين أقواس؛ لأنهم كما أسراب الطيور يحلقون. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855