تعقيباً على ندوة (الجزيرة) مع وزير الزراعة أقول إنه في الثلاثة العقود الماضية كان هناك استنزاف هائل للمياه الجوفية عندما هب المزارعون إلى الاستدانة من البنك الزراعي وفي تلك الفترة من الزمن كان البنك الزراعي يقدم وبدون معوقات كل الآليات الزراعية ومستلزمات الزراعة وعلى هذا الأساس حفر المزارعون آلاف الآبار وبالمقابل كان المزارع متشجعاً جداً من أن محصوله الزراعي يجد المشتري سواء كان المشتري هو الدولة أو القطاع الخاص، إلا أن الحسابات لم تكن دققة بمثل تلك المشاريع وحصل فتور في الإنتاج الزراعي خصوصاً إنتاج القمح وعطلت معظم المزارع. وكان المياه التي تستخدم لجميع الأعمال الزراعية يتم الحصول عليها طبعا عن طريق الآبار الارتوازية سواء كانت تلك الآبار عميقة أم غير عميقة واتضح أنه في العقود السابقة لم تكن وزارة الزراعة قد أحكمت سيطرتها على إجازة حفر الآبار من عدمه وكانت الفكرة السائدة لدى العامة بأن المملكة تعاني من شح في المياه، ولكي ألقي الضوء على تلك المشكلة قرأت عدة مواضيع أعدت من قبل مختصين في مجال حفر الآبار وسلبياتها وكان أحد الكتاب المختصين يقول إن الحفر العميق الذي يصل إلى ما يقارب 2200 متر أو أقل بقليل يؤدي إلى فوران المياه من أعماق الأرض بدرجة حرارة عالية جداً تصل إلى 70 درجة مئوية وغالباً ما تكون حمراء بسبب كثافة المادة الكبريتية، إلا أنه عندما تخرج تلك المياه من باطن الأرض تبدأ في الجريان من خلال محيط البئر الذي تكون من بدايته إلى نهايته في باطن الأرض من طبقات متعددة منها: 1- طبقات رملية. 2- طبقات مسامية. 3- طبقات طينية. 4- طبقات صخرية.. إلخ. ومن تأثير جريان المياه من خلال تلك الطبقات يضعف انتاج البئر وتهدر كميات كبيرة من المياه خصوصاً إذا لم يكن البئر تحت اشراف جهة هندسية بارعة في صيانة الآبار لأن البئر بعد حفره يحتاج إلى تركيب k.c أي أنبوب لحماية البئر من الانهيار وحماية المياه المستخرجة منه من الضياع في طبقات الأرض، بيد أن ذلك الأنبوب الذي (يغمس) في البئر يجب أن يكون قد ركب بمركزات تضمن استقامة الأنبوب في (وسط البئر)، وبعد ذلك يحقن حول ذلك الأنبوب مادة إسمنتية مخلوطة بالماء بنعومة تضمن تغطيتها حول الأنبوب لحمايته من التلف وحماية البئر من الانهيار وحماية المياه المستخرجة من الانسياب يف طبقات الأرض سابقة الذكر، وقد أشار الكاتب الذي قرأت مقاله عن تهاون بعض المزارعين في تركيب أنابيب الحماية k.c بحيث يعمدون إلى تركيب أنواع رديئة جداً تتآكل مع مرور الزمن ومن المعروف أن أفضل أنواع تلك الأنابيب هو ما تنطبق عليه مواصفات معهد البترول الأمريكي. واستنتاجاً لتوضيحي البسيط عن الآبار أقترح على وزارة المياه بأن تصدر تعليماتها في إعدام الآبار التي لا يستفاد منها ووزارة المياه بالتأكيد لديها من الخبراء الذين يمتلكون الأسلوب الأمثل لحل هذه الأمور حفاظاً على ثرواتنا المائية الغالية قال المولى عز وجل: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}. واستكمالاً لموضوع المياه سالف الذكر، بات من الواضح أن معظم المزارعين قد تركوا الجمل بما حمل حيث لجأ معظمهم إلى عرض المزرعة للبيع والبعض الآخر تركها مهجورة وتلفت محتوياتها مع مرور الزمن. قد تكون الحقيقة مرة ولكن الواقع يفرض نفسه وثبت فعلاً غور أي نضوب المياه في أعداد هائلة من الآبار وبقيت المزارع الوحيدة التي يتشبث بها المزارعون في أرجاء المملكة مزارع النخيل فقط وبعض الورقيات، وللأمانة التاريخية أقول لكل مواطن ولكل الجهات المسؤولة عن المياه يجب أن تنبه المواطن والمقيم وكافة شرائح المجتمع أن يراعوا عدم الإسراف في صرف المياه بدون مبرر وأن يقننوا استخدام المياه بأساليب دقيقة لأن خطر شح المياه قادم. ختاماً الإسهاب في شرب المياه المعبأة في القوارير البلاستيكية على مختلف أنواعها ضار بالصحة على مسؤولية التقارير التي كتبت من بعض المنظمات الدولية التي تعتني بصحة بني البشر. والله ولي التوفيق،، إبراهيم بن محمد السياري - الرياض