الإشراف التربوي وسيلة علمية وعملية مهمة، تهدف إلى تنظيم الميدان التربوي بكافة الموارد والإمكانات المادية والبشرية المتاحة، لتحقيق الغايات التي تترجمها الأهداف المعدّة مسبقاً، باستثمار يحقق أعلى مستوى من الجودة، وبذلك فإنّ الإشراف التربوي يهدف إلى إحداث تغير مرغوب ومقصود في الميدان التربوي مبني على المعطيات القائمة، وينطلق من استقراء الحاضر واستشراف المستقبل، لتلبية الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وغيرها مما يساعد على نهضة المجتمع عن طريق رقي أجياله. إن الإشراف التربوي على العمليات التعليمية داخل المؤسسة التعليمية التربوية، هو عملية منظمة مدروسة تهدف لإحداث تغيير في بناء الإنسان وتنميته وتفعيل أدواره المختلفة، من خلال توجيه التعليم داخل المؤسسة التعليمية نحو أهداف مستقبلية مقصودة تحقق احتياجات الأفراد والمجتمع بجودة عالية. إن اختيار نوعية الإشراف التربوي المناسبة ومنهجه لكل شخصية في الميدان التربوي، هو الذي يحدد نقطة الانطلاق من فلسفة تعليمية تربوية محددة وواضحة فيهيئ فرصة أكبر للنجاح في العمل التربوي مما يجعل منه قاعدة للعمل المؤسسي، وأساساً لترشيد القرارات والتوجيهات. والإشراف التربوي من القواعد الأساسية التي تقوم عليها المؤسسات التعليمية التربوية لتواجه متطلبات التطور والتغيير المستمرين، وحاجة الأفراد من موظفات وطالبات ومتطلبات المجتمع المحيط. وقد خطت إدارة التعليم من خلال خططها الإشرافية السابقة، خطوات حثيثة باتجاه تحقيق قدر متميز من التفوق والنجاح والتقدم والنمو بجانبيه التعليمي والتربوي. كما حققت العديد من الأهداف التي تتطلب جهداً نوعياً وانتقائياً لغرض التحكم في تأثيرها على الثوابت في القيم وثقافة المجتمع. ولكن ليس من اليسير الحكم على قدرات النظام التعليمي والتربوي داخل المؤسسة التعليمية الصغيرة (المدرسة)، في تلبية الاحتياجات المستقبلية في ظل التحولات والتطورات المختلفة وازدهار التقنية الحاضرة والمرتقبة، فضلاً عن تشابك المتغيرات وسرعتها التي تتطلّب المزيد من الترسيخ للنهج العلمي المعمّق في ممارسة عملية الإشراف التربوي بشكل عام والتنفيذي بشكل خاص لتواجه التحديات. إن تحسين نوعية عملية التعليم وتطويره من أبرز التطلّعات الوطنية في أي مجتمع، وتسعى الكثير من المؤسسات التعليمية التربوية منفردة أو مجتمعة إلى تطوير أساليبها التعليمية بنوعيها الفني والإداري لتجويد مخرجاتها التعليمية وتحسينها: لأنّ التعليم الجيد هو أداة تنمية المجتمع ووسيلة نهضته. فقوة الأمم تقاس بما لديها من عقول مفكرة مبدعة قادرة على صنع التغيير وقيادة التطوير، بما تملكه من معرفة متنامية. وحيث إن العملية التربوية التعلمية تشهد تطورها السريع أسوة ببقية ميادين الحياة في المملكة، فإننا على ثقة من بلوغ إشراف تربوي متطور وفق مفاهيم ننشدها ومنها: - إعداد الدورات الإشرافية للمشرفات التربويات للوقوف على المستجدات في مجال أعمالهن. - إعداد المكتبات الخاصة بالإشراف التربوي وتوفير المراجع التربوية للنمو المعرفي في مجال الإشراف. - استيفاء الكم البشري والنوعي من المشرفات التربويات المؤهّلات لكل إدارة او مركز بما يساعد المشرفة على التركيز والإنتاج في عملها. - التنويع في قنوات الاتصال بين المشرفة التربوية والمعلمة لما فيه صالح العملية التربوية التعليمية. - توحيد إجراءات الإشراف وفق خطط مبرمجة. - زيادة تفعيل دور المشرفة التربوية في صلب العملية التربوية التعليمية، بحيث تتخطّى دور النصح والإرشاد. والله ولي التوفيق. - مديرة التجهيزات المدرسية بتعليم سراة عبيدة