صاحب السمو الملكي الأمير (مقرن بن عبدالعزيز) من الشخصيات الإنسانية التي لا تملك إلا الوقوف أمامها بمنتهى الإحساس بكونها تتمثل هذه المرة أمام تعيين سموه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.. وهو كرسي صعب لا يتحمله سوى من كان يملك مقومات الشخصية الممتلئة ثقة بأنها تؤدي دوراً وطنياً هاماً وإنها مسؤولة عن خياراتها الإستراتيجية التي لا يتدخل فيها طرف أجنبي. وسموه رجل من الزمن الجميل، ومزدحم بالمشاعر الإنسانية والنبل واحترام حتى الذين يختلف معهم.. ولسنا هنا بصدد إحصاء ما قدمه للوطن منذ كان طياراً محارباً مروراً بتعيينه أميراً لمنطقة (حائل) لفترة بلغت قرابة العشرين عاماً. وهو عندما جاء إلى حائل كانت تشكو من أوجاع عديدة من أهمها أن القطاع الخاص كان ينتظر من سموه أن يشفيها بالعصا السحرية.. وفي ذات الوقت امتلأ خبرة بنزاعات المواطنين على أشياء هو نفسه لا يميل إليها. في كل صباح كان (مقرن) يجيء إلى مكتبه وهو حين تدخل سيارته الأنيقة مبنى الإمارة يتلفت كالصقر ويجد من كان ينتظره، وهن النساء اللاتي يملكن شجاعة التعبير إزاء أمير كبير وحين يجتمع معهن يكون قام بمساعدتهن عبر قلبه المضيء. وقبل أن يدخل مكتبه يجلس مع المواطنين ويطمئنهم حول قضاياهم التي يعرفها.. إنه أمير جليل حيث كان خصص ثلاثه لقاءات باليوم للمواطنين وينصرف في نهاية الدوام الرسمي مستبشراً بالراحة لطول عمله اليومي وتشعباته وتشابكاته. ويقضي عطلته الأسبوعية بالقراءة في مزرعته ومن ثم اللقاء الحميم مع أبنائه وهو ذي شخصية مرحة وعفوية ولا يهتم كثيراً بالبروتوكولات ويفضل الحوار مع المواطن البسيط، ورغم شعور البعض أن سموه لم يمنح كبير اهتمام لمشكلته. والحقيقة التي ربما تخفى على كثيرين أنه يتابع سير الشكاوى ويعرف من قبل المختصين أن القضية الفلانية منتهية يقول بكل بساطة وصدق (أنا عندما تكون القضية أمام القضاء لا اتصل تلفونياً بالمحكمة.. هل تظنون أن هنالك سلطة لي أو لغير من إخوتي على القضاء؟!). بهذه الروح المتعاطفة مع الشعب كان سموه أحد أمثلة الحكام الراشدين. ولسموه مقولات عديدة تبدو في ظاهرها سهلة وعادية ولكن سموه يفخخها بحيث تصبح مثار جدل. إنني لا أملك سوى الدعاء لسموه الكريم بأن يوفقه الله تعالى في مهمته التي صارت الآن متداخلة مع السياسة التي يقودها حبيب الشعب الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تقرأ في ملامحه ثقة كبيرة بسمو أخيه الأمير مقرن لأنه -حفظه الله- يعرف معادن الرجال إلى جانب كونه يتحدث أحياناً للشعب بصراحة منقطعة النظير. إن كلمة (هنيئاً) لا تكفي بحق الأمير البطل الذي يشغل الآن كرسياً شديد الأهمية ولا يكفي (معجم) كبير لاختيار تهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء سوى عبارة كانت تسبح في فضائها قائلة اللهم وفق أبا فهد وأحرسه اللهم واجعله من الذين إذا ذكروا قال الناس (سلاماً). [email protected] حائل