عندما قامت الجهات الأمنية بتمشيط بعض الأودية والجبال في منطقة جازان بحثاً عن المتسللين عبر الحدود الجنوبية قاومها بعض المهربين وأطلقوا النار على دورية فِرَق المجاهدين بأسلحتهم الرشاشة الكلاشنكوف! وحسب الناطق الإعلامي لفرع الإدارة العامة للمجاهدين بمنطقة جازان فقد عثرت دورية المجاهدين على كميات من الحشيش والمسكرات والأسلحة مع المتسللين. أخبار المتسللين عبر الحدود الجنوبية أصبحت موضوعاً يومياً في صحافتنا المحلية، وهي محل اهتمام المواطنين بعد حوادث وجدتْ طريقَها عبر ال»يوتيوب» ونشرتها بعض المواقع في شبكة الإنترنت.. ورغم اهتمام الجهات الأمنية بهذا الأمر وجهودها للقبض على المتسللين فإن الأوضاع الأمنية والسياسية المضطربة في بعض الدول المجاورة التي يأتي منها المتسللون تتطلب تكثيف الجهود للحد من هذه الظاهرة المقلقة التي قد تتفاقم بسبب ظروف الدول المجاورة. نحن نتحدث عن متسللين مسلحين يهربون مخدرات وأسلحة ومسكرات، وهذه المعلومات ليست تكهنات من الصحافة أو انطباعات من السكان المحليين وإنما هي معلومات رسمية صادرة عن جهات أمنية متخصصة. وقد أحسنت هذه الجهات الأمنية عندما اختارت الشفافية والمكاشفة، فليس سراً أن هذا الموضوع يحظى باهتمام الناس بسبب ما تنطوي عليه نشاطات المتسللين من جرائم يأتي على رأسها تهريب المخدرات والأسلحة والمسكرات والسرقات وحوادث العنف. في السابق كان القلق من ظاهرة التسلل يتمثل في كونها تنطوي على مخالفات لنظام الإقامة ولنظام العمل، وهذه -بالطبع- كافية لجعل الظاهرة محل قلق الناس والجهات الرسمية، ولكن أن يتجرأ المتسللون على حمل السلاح وتهريب المخدرات فهذا يعني أن المواجهة معهم ينبغي أن تكون بحجم الخطر الذي أصبحوا يمثلونه، وهذا ما يدل عليه الاهتمام المتزايد من الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الداخلية بأجهزتها المختلفة بما في ذلك إمارات المناطق والأجهزة المحلية. نعم ربما يكون هناك بعض المبالغة والتهويل في ما يتناقله بعض الناس من قصص عن جنسيات محددة من المتسللين، كما أن هناك اجتهادات فردية من بعض المواطنين للتعامل مع هذه الظاهرة ربما تكون محل ملاحظة من الجهات المعنية.. لكن الأمر، في النهاية، ليس موضوعاً عادياً وهو جدير بأن يكون محل الاهتمام في هذا البلد الآمن الذي لا يرضى أبداً أن يتم تصدير المشكلات إليه من أي مكان. ما نشرته وسائل الإعلام من صور لرجال الأمن وهم يجوبون المناطق التي يسلكها المتسللون تُدْخل الطمأنينة إلى نفوس المواطنين، وهم يتطلعون إلى مزيد من الحزم من قبل الجهات الأمنية بحق هؤلاء المتسللين. [email protected] ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض