ثلاثة أنماط تحاصر المدربين وتعتبر في علم «التدريب الرياضي» هوية المدرب التي تجسدها شخصيته وتصرفاته في التدريبات والمباريات, وكل نمط له تأثيره على الفريق سلباً أو إيجاباً. كانيدا الاتحاد أسلوب المنقاد « Submissive style»!! في هذا الأسلوب المدرب لا يملك «القرار» وعاجز عن فرض «قانون» ولا يوجد «خريطة طريق» تحدد الأهداف. مدرب الاتحاد راؤول كانيدا لم يحتفل الشهر الماضي بعيد ميلاده وعاش وهو في عمر 44 سنة أسوأ عيد ميلاد في تاريخه بسبب النتائج السلبية التي يعاني منها فريقه الاتحاد, 21 يناير 1969م كان مسقط رأس المدرب الإسباني فهل يتزامن سقوط رأس ميلاده مع سقوط رأسه من تدريب الاتحاد.. وهذا ما حدث فسقط رأسه؟؟!! ظروف كثيرة أجبرت كانيدا على أن يكون أسيراً لهذا الأسلوب التدريبي «المنقاد»، إدارة النادي لا تعرف من يجلس على كرسي الرئيس في كل فترة يظهر صاحب قرار بالتناوب محمد الفايز، عادل جمجوم، أحمد محتسب؟؟!! وفي ظل تنافس الثلاثة على صنع القرار في الاتحاد عجز كانيدا أن يكون له أي قرار فالنادي يعيش في صراع قرارات، والمدرب الإسباني أصبح تحت رهن «قيادة» أكثر من شخص!! كانيدا مدرب حديث في عالم كرة القدم حيث بدأ مشواره بالتدريب الاحترافي عام 2006 في نادي دورادوس دي سينالوا المكسيكي، بدون أي شك أن عدم وجود خبرة للمدرب وظروف الاتحاد الإدارية والمالية أنجب لنا دوري «زين» هذا النمط التدريبي «المنقاد» المتجسد في أسلوب كانيدا. ويظهر عجز كانيدا في فرض «قانون» حالة اللامبالاة في بعض لاعبي الفريق الاتحاد وعدم احترامهم لشخصية المدرب فكم مرة سافر نايف هزازي إلى دبي بدون علم كانيدا؟؟!!، وكم مرة غاب لاعب عن تدريبات كانيدا؟؟!!, وكم مرة انتقد اللاعبون في الإعلام أسلوب كانيدا وخططه؟؟!! ولأن المدرب الإسباني ضعيف الشخصية لا يحترمه لاعبو الفريق ولا يخشونه لأنهم يعرفون أنه ليس صاحب قرار، وفي علم التدريب أي مدرب أسلوبه «المنقاد» لا يستمر طويلاً في أي فريق، خلال خمس سنوات من مشواره التدريبي درب أربعة أندية وتم إقالته مرتين، في عام 2009م ريال سوسيداد الإسباني أصدرت إدارة النادي قراراً بإقالة كانيدا بسبب نتائج الفريق السيئة في دوري الدرجة الثانية محتلاً المركز السادس, أما في عام 2010م هبط نادي الميريا إلى دوري الدرجة الثاني الإسباني بعدما احتل المركز الأخير في الدوري فتم إقالة كانيدا، والآن في دوري «زين» يحتل ناديه الاتحاد المركز السابع وسط غضب جماهير النادي من أسلوبه التدريبي ليتجرع نكهة «الإقالة» لثالث مرة في مشواره التدريبي؟؟!! شخصية المدرب الاتحادي «المهتزة» جعلته محتار ما بين إحلال الفريق وتجديد الدماء أو الرضوخ لمؤثرات خارجية تجبره على التمسك بنجوم الفريق كبار السن. ولأن كانيدا «منقاد» سيبقى «عاجز» عن إصدار أي قرار فأصبح «تويتر» عالمه «يغرد» من خلاله ما يعجز أن يقوله في أرض الملعب؟؟!! كامبوريه الهلال أسلوب المتسلط «Command style»!! في هذا الأسلوب المدرب يستحوذ على «القرار» ويفرض «قانون» صارم بأسلوب إصدار «الأوامر» ليعكس شخصيته القوية المبالغ فيها ويوجد «خريطة طريق» تحدد الأهداف التي يؤمن بها هو فقط ولا يسمح لأي كائناً من كان أن يناقشه لأنه يعتقد دائماً أن قراره هو الأفضل. علم التدريب أكتسب هذا الأسلوب من النظام العسكري الصارم ليصبح أسلوب «الأمر» أحد أنماط التدريب واثاره السلبية أكثر من الإيجابية خاصة بأنه لا يوطد علاقة الاحترام المتبادل بين المدرب وأعضاء الفريق. الإنسان ابن بيئته ومسقط رأسك دائماً ما يتحكم في شخصيتك وانفعالاتك، جزيرة نوميا التابعة لفرنسا الواقعة في منطقة أوقيانوسيا جنوب شرق القارة الأسترالية هي مسقط رأسه كومبواريه عام 1963م، حالة العزلة في هذه الجزيرة لم تتلاءم مع حياة الصخب في أول تجربة احترافية له بنادي نانت الفرنسي وكان عمره وقتها 19 عاماً، فلكي يتأقلم كومبواريه ابن جزيرة وسط البحر مع حياة المدينة كان يلجأ لأسلوب «الأمر» في تعامله مع زملائه داخل الملعب ونجح كلاعب قائد طيلة مشواره فشخصيته القوية كانت سر تميزه. شخصية قلب الدفاع الفرنسي أنطوان كومبواريه «الصارمة» لم تختلف في تجربته التدريبية عام 2004م درب نادي ستراسبورغ وبسبب عدم الاتفاق مع الإدارة في بعض القرارات قرر الرحيل، شخصية كومبواريه لا تقبل الحوار لأنه يعتبر دائماً رأيه الأفضل ويصدر أوامر لتنفيذ توجيهاته حتى لو كانت عارية من الصواب الأهم رأيه ينفذ. جنرال الدفاع الفرنسي أنطوان كومبواريه كما هو الرجل نفس الرجل «المتسلط» لا يتنازل ولا يقبل الحوار في عام 2011م تم إقالته من تدريب نادي باريس سان جيرمان بسبب إصراره على قراراته ورفض الحوار مع إدارة النادي التي قررت الاستغناء عنه على الرغم من كان وقتها فريقه يتصدر الدوري إلا أن فشله في كأس فرنسا وتصفيات أبطال أوربا عجلت برحيله بسبب شخصيته الديكتاتورية. وفي تجربة التدريبية بنادي الهلال وجد أنطوان كومبواريه البيئة مناسبة لشخصيته المتفردة بالقرارات عزز ذلك عدم وجود مدير إداري للفريق بعد رحيل سامي الجابر، فوافق على أن يكون المدير الفني والإداري جمع منصبين تجسد جشعه في التفرد بالقرار، ومن اليوم الأول بالنادي بدأ يمارس أسلوب «الأمر»، ولأن كومبواريه «متسلط» أصطدم مع أي شخص يحاوره من أعضاء الفريق، الضحية الأولى حارس الهلال حسن العتيبي قرر الاستغناء عنه والإدارة عجزت أن تحاور المدرب فوجه كل «الأوامر» ورحل العتيبي من ناديه في خسارة يدفع ضريبته النادي اليوم خاصة بعد إيقاف خالد شراحيلي سنتين عقوبة تعاطي المنشطات. في هذا الأسلوب التدريبي لا يجيد المدرب لغة الاحترام ولا يستطيع أن يحتوي مشكلات اللاعبين فقرر معاقبة نواف العابد عقوبة صارمة بتحويله إلى الفريق الأولمبي مثل هذه القرارات قد تقضي على موهبة اللاعب صغير السن الذي يحتاج إلى من يحتضنه ويتفهم مشكلاته وليس شخصية «متسلط» تسهم في أزمة جديدة؟!! اللافت أن الإدارة الهلالية لم تقرأ تاريخ المدرب جيداً فشخصيته لا تناسب الفريق ولا طريقة لعبه، الهلال له نكهة خاصة بالطريقة الهجومية التي تعتمد على «صانع اللعب» إلا أن هذا المدرب الفرنسي أصر على رأيه ورفض أي حوار والضحية نجم الفريق الموهوب محمد الشلهوب ظل أسيراً لمقاعد الاحتياط والإدارة لا حراك؟؟!! وبسبب رفضه لأي حوار أو تغيير أسلوبه التدريبي قررت إدارة الهلال إقالة مدافع فرنسا الملقب «الخوذة الذهبية « فدفع كومبواريه ثمن شخصيته المتسلطة؟؟!! جبالي الفتح أسلوب المتعاون « Cooperative Style»!! في المقال القادم - بمشيئة الله - سيكون حول أسلوب مدرب الفتح التونسي فتحي الجبالي، وكشف أسرار نجاحه. ** هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصحيفتنا «الجزيرة» كل سبت وأنت كما أنت جميل بروحك وشكراً لك. [email protected] مبتعث دراسات عليا بالإدارة الرياضية - أمريكا - تويتر @ibrahim_bakri