نهاية الأسبوع الماضي داهمت وزارة الشؤون الاجتماعية الإماراتية (حضانة منزلية مخالفة) في رأس الخيمة، وضبطت بداخلها 17 رضيعاً، تتم رعايتهم مقابل (300 درهم شهرياً)! الآباء والأمهات برّروا ترك أطفالهم في هذه الحضانة (غير المرخصة) بسبب روابط الصداقة التي تربطهم بالعائلة الحاضنة، والسعر المنخفض للأجرة الشهرية! برائي هذه (مخافة راقية) نتمنى أن نسمع أو نشاهد مثلها من وزارة الشؤون الاجتماعية السعودية، خصوصاً في تلك الأحياء التي تقطنها عشرات الآلاف من الأسر المقيمة، والتي تنتشر فيها عشرات الحضانات السرية وتُدار لاستقبال أطفال المقيمين يومياً، حيث يترك الآباء أطفالهم في الصباح ويعودون لاستلامهم من هذه المنازل والشقق في المساء! إنه (عالم آخر) يشكِّل خطراً تربوياً واجتماعياً وإنسانياً وحتى أمنياً، ويجب على وزارة الشؤون الاجتماعية القيام بمسؤولياتها للبحث في تفاصيل هذه (الحضانات) غير النظامية، والتي تتشكَّل بفعل صداقات الأسر المقيمة بعضها ببعض فإذا كان الأب يعمل والأم تعمل فإن الحل الأمثل للأسرة هو ترك (الطفل) لدى أسرة حاضنة يتجمّع لديها أطفال (العمارة السكنية) أو الحي مع عدم وجود أي نوع من أنواع الرقابة أو معرفة ماذا يتم للأطفال في فترة الحضانة؟! هذه المعضلة لم تعد تعني أطفال السعوديين وحدهم، بسبب غياب (ثقافة الحضانة) لدينا، ونقص خدمات رعاية وحضانة الأطفال في مقار عمل الأمهات، والخوف من تعرّضهم للأذى على يدي الخادمة، بل إن الأسر المقيمة لديها هي الأخرى صعوبات ومشاكل مشابهة! لقد تأخّرنا كثيراً في فرض وجود حضانة للأطفال في كل سوق، و في كل مستشفى أو منشأة تعمل فيها امرأة، (كحل آمن) لأطفالنا، وثقافة يجب أن تنتشر أكثر، وستساهم حتماً في خلق فرص عمل مناسب لمواطنات سعوديات مؤهلات! هذه الخطوة لن تتم إذا لم تتحرك وزارة الشؤون الاجتماعية وتقوم برصد وإغلاق الحضانات المخالفة المنتشرة بين الأسر المقيمة أولاً، والتي تتم الرعاية فيها على طريقة: السح الدح امبو.. أدي الواد لابوه.. يا عيني الواد بيعيط.. الواد عطشان اسقوه! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]