رحم الله صاحب الابتسامة الهادئة الصافية؛ النابعة من روح مخلصة متفائلة. رحم الله صاحب المزايا والسجايا الفاضلة, رحم الله صاحب النزاهة وسموّ المعاملة. رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز، فقيد الرياض بل فقيد أرجاء بلادنا الغالية، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته العالية. تشرّفت بمعرفة سموِّه قبل حوالي سبعة وثلاثين عاماً، عند تشرُّفي بالعمل مديراً لمدارس الرياض للبنين التي كان من أبرز طلابها ومن أكثرهم جدِّية في الدراسة حينذاك نجلاه؛ سمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن سطام، الذي كان في بداية المرحلة الثانوية، وسمو الأمير المحامي فيصل بن سطام الذي كان في بداية المرحلة الابتدائية؛ فكان - رحمه الله - من أكثر الآباء تواصلاً وتعاوناً مع أسرة المدارس في المتابعة التعليمية والتربوية لنجليه الكريمين، قراءة للتقارير الدراسية الدورية، واطلاعاً على مستوى الدرجات المدرسية، وحرصاً أبويّاً على التعامل السلوكي بنفس مستوى الحرص على التفوُّق العلمي، مما جعلهما بعد توفيق الله لهما متميّزَيْن علميّاً وسلوكِيّاً وإخلاصاً وطنيّاً بين زملائهما في المحيط التعليمي، ثم في المجال العملي (وفّقهما الله وأحسن عزاء سموِّهما وعزاء صاحبة السمو والدتهما الجليلة وصاحبتيْ السمو الملكي شقيقتيهما الكريمتين), ورزقهم وجميع محبي سموه الكريم جميل الصبر وعظيم الأجر، وجمعنا وإيّاهم به في جنات النعيم. حقاّ لقد كان صاحب السمو الملكي الأمير سطام، مواطناً مخلصاً وفيّاً وقائداً شهماً أبيّاً ذا مكانة عمليّة واجتماعية سامقة.. حظي طيلة فترة تقلّده مهام العمل في أمارة منطقة الرياض وكيلاً، ثم نائباً ثم أميراً لها، بمحبة صادقة وثقة فائقة من إخوانه ملوك بلاده الأشاوس (رحمهم الله) منذ عهد الملك الشهيد فيصل بن عبد العزيز (طيَّب الله ثراه)، حتى عهد الملك الجليل عبد الله بن عبد العزيز (أيّده الله), وكذلك من إخوته الميامين أولياء العهد أبناء المؤسِّس العظيم (تغمَّده الله بواسع رحمته). كما كان له في أعماق مواطنيه ومن تشرّفوا بالعمل تحت إدارته جميل الامتنان والعرفان بنبل وفائه، ودماثة خُلقه, وتفاؤله, وصفاء نفسه وعدالته, وفائق دعمه، وحرصه على كل ما يحقق الإنصاف والأمان والاطمئنان لأبناء أُمّته. عمل بكل حبٍّ وتفانٍ ساعداً أميناً مخلصاً لأخيه ومحبّه, ورفيق دربه؛ صاحب السمو الملكي رمز الإخاء والوفاء، وراعي مبادرات التطوير والنماء لمنطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز، حوالي أربعة عقود ونصف وكيلاً ومساعداً ثم نائباً له في الأمارة, وعندما تقلّد سموّه الجليل (حفظه الله) مهام وزارة الدفاع، تسلّم سمو الأمير سطام (رحمه الله) زمام مسيرة تطوير وازدهار منطقة الرياض رياض الخير التي كانت عشقه الكبير، فتسنّم أمارتها مِكْملاً بكل حب ووفاء وعظيم إخلاص وعطاء مسيرة التطوير فوفّقه الله تعالى، خلال أقل من عام ونصف لإنجازات ومشاريع تنموية، وتبنَّى قرارات ومبادرات إيجابية ستبقى خالدة بهيّة وبصمات مضيئة حيوية في سجل ومسيرة سمو الأمير الثاني عشر للعاصمة الحبيبة، وسينال عليها بإذن الله تعالى جزيل الأجر والمثوبة؛ لأنها ذات إفادة ورعاية لمواطني ومواطنات بلاده الغالية. ولعل من أهم مبادراته الإيجابية الاجتماعية تبرعه بجزءٍ من أعضائه بعد وفاته لمن يحتاج إليها من المرضى؛ تلك المبادرة الإنسانية النابعة من روح مخلصة وفيّة، أعطى سموه الجليل من خلالها القدوة الفاعلة الإيجابية لأبناء وبنات وطنه في العمل الإنساني النبيل، رحمه الله وجزاه بخير الجزاء وأسكنه الفردوس الأعلى في دار البقاء. موسى بن محمد السليم / عضو مجلس الشورى سابقاً